أكد الخبير العسكري، العميد الركن محمد عبدالله الكميم، أن الضربات الإسرائيلية على اليمن، والتي بلغت ثماني جولات، تمثل عدوانًا مرفوضًا بكل المقاييس، لكنها تكشف في الوقت نفسه عمق الكارثة التي أدخلت ميليشيا الحوثي البلاد فيها، بعد أن حولت اليمن إلى منصة إيرانية مكشوفة تستخدمها طهران في صراعاتها العابرة للحدود.
وقال الكميم في منشور على صفحته بـ”الفيسبوك” إن الضربات الإسرائيلية استهدفت الموانئ الحيوية الثلاثة: ميناء الحديدة، ميناء الصليف، ميناء رأس عيسى، إلى جانب مطار صنعاء الدولي، ومصانع استراتيجية مثل مصنع إسمنت عمران ومصنع إسمنت باجل، إضافة إلى محطات توليد الكهرباء في الحديدة وصنعاء.
وأوضح أن هذه ليست ضربات عشوائية، بل هجمات دقيقة على بنى تحتية تمثل ما تبقى من أعصاب اقتصادية ولوجستية لمناطق سيطرة الحوثي، وهي ضربة مزدوجة عسكرية واقتصادية، لا يمكن فصلها عن الدور التخريبي للميليشيا التي فتحت الأرض والأجواء اليمنية للمشروع الإيراني، وجعلت اليمن ساحة لإطلاق صواريخ ومسيرات تخدم أجندة خارجية.
وأشار الكميم إلى أن الهجمات الإسرائيلية شهدت تطورًا مرحليًا في الأساليب العسكرية، حيث بدأت باستخدام الطيران المقاتل الحديث، ثم تلتها ضربات من البحر، وصولًا إلى الضربة الأخيرة التي اعتمدت على الطائرات المسيّرة منخفضة الكلفة.
وبيّن أن أهداف إسرائيل من هذه الضربات تتمثل في فرض عزلة اقتصادية شاملة على مناطق الحوثي، وضرب القدرات الإنتاجية، وتعطيل شرايين التهريب والتمويل، إضافة إلى التمهيد لردع بعيد المدى دون الدخول في حرب شاملة أو استنزاف مباشر.
وأضاف: “إسرائيل – رغم خبثها وعدوانيتها – تتحرك بمنطق المصالح والكلفة. أما الحوثي، فيصر على خوض مواجهة أكبر من حجمه، ويدفع الشعب اليمني ثمنًا باهظًا لها، غير آبه بأن البنية التحتية المستهدفة هي في الأساس ملك لليمن وليست لإيران.”
وأكد الكميم أن إسرائيل باتت تلعب في اليمن بأريحية، بعدما أدركت محدودية التأثير العسكري للحوثي، وهشاشة منظومته الدفاعية، وانكشافه الكامل أمام الضربات الدقيقة.
واختتم الكميم بالقول: “نرفض العدوان الإسرائيلي على بلدنا بشكل قاطع، لكننا نحمل ميليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة، لأنها سلّمت السيادة اليمنية لإيران، وجعلت من اليمن هدفًا مشروعًا في لعبة صراع دولي لا ناقة لنا فيه ولا جمل. والمؤسف أن الحوثي لا يُجيد سوى ارتداء عباءة (الضحية)، رغم أنه هو من حوّل المواقع الاستراتيجية إلى مخازن وساحات إطلاق، وهو من لا يملك أي رؤية عسكرية حقيقية أو قدرة على الرد، سوى عبر أدوات الميليشيا والإرهاب والتصعيد الإعلامي الجبان. بين غطرسة إسرائيل وخيانة الحوثي، تبقى اليمن هي الضحية الأولى والأخيرة.”
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news