بين صنعاء وعدن.. حكاية (الساعة الأخيرة)

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 201 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
بين صنعاء وعدن.. حكاية (الساعة الأخيرة)

لم تسقط صنعاء في قبضة "أنصار الله" بفضل قدراتهم الذاتية، بل نتيجة رهانات متباينة لأطراف متعددة، والسعي لتوظيف اندفاعهم كلٌّ وفق حساباته، حتى تمكنوا من تحقيق اختراق حاسم عبر خطوط التصدعات. ثم اندفعوا بقوة وسط ارتباك تاريخي وتكتيكات متضاربة اعتمدتها تلك الأطراف. فمنهم من تواطأ ومنهم من انسحب من الميدان بحجة أنه لا ينوب عن الدولة، حتى هُزموا جميعهم.

فرَّ الرئيس السابق، و انتقل مركز الصراع إلى عدن، ثم جاءت عاصفة الحزم (بعد أن خرج إلى عمان)، لتغير المشهد جذريًا؛ إذ نزحت نخب عسكرية وأمنية، وقيادات وكوادر حزبية، وصفوة من المجتمع المدني و الكتلة الفاعلة في الدولة العميقة، خرجوا جميعهم من صنعاء، للالتحاق بالشرعية مدفوعين بوهم انتصار سريع ستأتي به عاصفة الحزم. وهكذا تُركت صنعاء ومؤسسات الدولة لأنصار الله خاصة بعد الإطاحة بحليفهم. أما عاصفة الحزم فقد فشلت في تحقيق أهدافها مخلفةً وضعاً مأساوياً بالغ التعقيد.

أصبح "الحوثي"، بعد سنوات، فاعلًا إقليميًا وبإمكانه عقد صفقات كبيرة إن هو تخلى عن "عملياته الخارجية". ويعتقد كثيرون أن أي خريطة طريق (إن أبصرت النور) لن تكون سوى استكمال لمشروعه.

عزيزي القارئ والمتابع الحصيف، كأنك أمام شريط سينمائي رديء لمخرج مبتدئ وممثلين لا يتمتعون بأي موهبة! وحتى الآن وأنت تستمع إلى سرديات متعددة حول «الساعة الأخيرة» في صنعاء، ستلاحظ أن سلوك الأطراف اليمنية لم يتغير في جوهره، فما يزال هناك من يحرص على تحميل الآخرين كل الأعباء وتبرئة مواقفه بالكامل حتى اولئك الذين تخلوا عن عاصمتهم وعن قواعدهم الشعبية.

وكما أُريد للرئيس هادي أن يتحمل وحده أسباب سقوط صنعاء، يراد اليوم للجنوبيين أن يتحملوا بمفردهم جميع إخفاقات الشرعية. لقد ظل إلقاء اللوم على الآخر متلازمة خطابية راسخة، خصوصًا لدى أكبر الأحزاب اليمنية الذي يمتلك خبرة طويلة في التخفي ولعب الأدوار المزدوجة.

القوات الجنوبية تتموضع بشكل عملي مع باقي القوات التابعة للشرعية، بل إنها الأكثر فاعلية ميدانيًا، دونما حسابات تكتيكية تضع نصب أعينها إطالة أمد الصراع في الشمال، واستثماره، مثلما يحاول خصومهم إغراق الساحة الجنوبية بالفوضى والأزمات.

كما أنها تتحمل بمفردها عبء مكافحة الإرهاب في حين أن أطرافًا يمنية أخرى ما تزال تمارس حياله نفس السلوك الموروث من النظام السابق وشركائه.

ليس ذلك وحسب بل ان الالتزام لمعسكر الشرعية حمّل الطرف الجنوبي كل ما أفرزته تداعيات الحرب على صعيد الحياة الاقتصادية في عدن والمناطق المحررة، و ظلت الشراكة خالية من أي اشتراطات جوهرية تتعلق بالقضية الجنوبية، باستثناء ما سُمِّي بـ«الإطار الخاص» ضمن حوار افتراضي ما يزال معلقًا في فضاء من الضباب.

هل يشفع للجنوبيين كل ذلك؟ كلا عزيزي القارئ، فما تزال القوى الشمالية تمتلك حججاً في مواجهة الطرف الجنوبي لأنها في الأصل تعارض أي كيان عسكري او سياسي أو حتى شكل مدني أو نقابي بإسم الجنوب، وإنما ضمن هياكلها ومشاريعها ومسمياتها وأهدافها و زواياها المظلمة… كأننا يابدر لا رحنا ولا جينا!

لقد كانت «الساعة الأخيرة» في صنعاء نقطة تحول مهدت لهيمنة "أنصار الله" لعقود قادمة، ما لم يطرأ عامل دولي أو إقليمي يحدث اختراقاً نوعياً في المشهد، وهو احتمال ضعيف حتى اللحظة.

أما عدن، وعلى النقيض، ما تزال تترقب «الساعة الأخيرة» لوضعها الراهن. لا أحد يعرف توقيتها و ملامحها، لكنها لا تبدو مرشحة لأن تصبح بوابة لـ"الحلم المنتظر"، ما لم يتم تجاوز العتبة الحرجة، وهذا لا يأتي إلا بوجود مراجعات عميقة وموضوعية وتغييرات في ديناميات القوى الفاعلة تُتوّج بجبهة جنوبية صلبة. فهل ننتظر مفاجأة؟

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

السعودية تُلغي رسوم الخروج النهائي لليمنيين بنسبة 100%... لكن هناك شرط واحد يُقلق الجميع!

نيوز لاين | 495 قراءة 

جمهورية روسيا تصدر اعلان مفاجئ بشأن اليمن!

يمن فويس | 372 قراءة 

الزعيم الهارب.. عبدالملك الحوثي من حرب عصابات محلية إلى حرب جيوش دولية!

موقع الأول | 307 قراءة 

دون تحديده : جوازات تعز تعلن اليوم البدء بتطبيق السعر الرسمي

المنتصف نت | 263 قراءة 

اعلان روسي مفاجئ بشأن اليمن!

نيوز لاين | 261 قراءة 

ضغوط لإعادة تشغيل مطار صنعاء وتوجهات لتحديث أسطول اليمنية

المشهد اليمني | 225 قراءة 

دعوة هامة يوجهها البنك المركزي للمستهلكين في اليمن

يمن فويس | 216 قراءة 

 بعد (10) سنوات من الجريمة.. سر مقتل المذيعة (انتصار) يشعل الشارع العدني من جديد

موقع الأول | 212 قراءة 

وداعا للصلع.. علاج تجريبي يعيد الشعر في 20 يوماً فقط

يمن ديلي نيوز | 205 قراءة 

استنفار مفاجئ للأطباء الجراحين في صنعاء

نيوز لاين | 188 قراءة