بين صنعاء وعدن.. حكاية (الساعة الأخيرة)

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 125 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
بين صنعاء وعدن.. حكاية (الساعة الأخيرة)

لم تسقط صنعاء في قبضة "أنصار الله" بفضل قدراتهم الذاتية، بل نتيجة رهانات متباينة لأطراف متعددة، والسعي لتوظيف اندفاعهم كلٌّ وفق حساباته، حتى تمكنوا من تحقيق اختراق حاسم عبر خطوط التصدعات. ثم اندفعوا بقوة وسط ارتباك تاريخي وتكتيكات متضاربة اعتمدتها تلك الأطراف. فمنهم من تواطأ ومنهم من انسحب من الميدان بحجة أنه لا ينوب عن الدولة، حتى هُزموا جميعهم.

فرَّ الرئيس السابق، و انتقل مركز الصراع إلى عدن، ثم جاءت عاصفة الحزم (بعد أن خرج إلى عمان)، لتغير المشهد جذريًا؛ إذ نزحت نخب عسكرية وأمنية، وقيادات وكوادر حزبية، وصفوة من المجتمع المدني و الكتلة الفاعلة في الدولة العميقة، خرجوا جميعهم من صنعاء، للالتحاق بالشرعية مدفوعين بوهم انتصار سريع ستأتي به عاصفة الحزم. وهكذا تُركت صنعاء ومؤسسات الدولة لأنصار الله خاصة بعد الإطاحة بحليفهم. أما عاصفة الحزم فقد فشلت في تحقيق أهدافها مخلفةً وضعاً مأساوياً بالغ التعقيد.

أصبح "الحوثي"، بعد سنوات، فاعلًا إقليميًا وبإمكانه عقد صفقات كبيرة إن هو تخلى عن "عملياته الخارجية". ويعتقد كثيرون أن أي خريطة طريق (إن أبصرت النور) لن تكون سوى استكمال لمشروعه.

عزيزي القارئ والمتابع الحصيف، كأنك أمام شريط سينمائي رديء لمخرج مبتدئ وممثلين لا يتمتعون بأي موهبة! وحتى الآن وأنت تستمع إلى سرديات متعددة حول «الساعة الأخيرة» في صنعاء، ستلاحظ أن سلوك الأطراف اليمنية لم يتغير في جوهره، فما يزال هناك من يحرص على تحميل الآخرين كل الأعباء وتبرئة مواقفه بالكامل حتى اولئك الذين تخلوا عن عاصمتهم وعن قواعدهم الشعبية.

وكما أُريد للرئيس هادي أن يتحمل وحده أسباب سقوط صنعاء، يراد اليوم للجنوبيين أن يتحملوا بمفردهم جميع إخفاقات الشرعية. لقد ظل إلقاء اللوم على الآخر متلازمة خطابية راسخة، خصوصًا لدى أكبر الأحزاب اليمنية الذي يمتلك خبرة طويلة في التخفي ولعب الأدوار المزدوجة.

القوات الجنوبية تتموضع بشكل عملي مع باقي القوات التابعة للشرعية، بل إنها الأكثر فاعلية ميدانيًا، دونما حسابات تكتيكية تضع نصب أعينها إطالة أمد الصراع في الشمال، واستثماره، مثلما يحاول خصومهم إغراق الساحة الجنوبية بالفوضى والأزمات.

كما أنها تتحمل بمفردها عبء مكافحة الإرهاب في حين أن أطرافًا يمنية أخرى ما تزال تمارس حياله نفس السلوك الموروث من النظام السابق وشركائه.

ليس ذلك وحسب بل ان الالتزام لمعسكر الشرعية حمّل الطرف الجنوبي كل ما أفرزته تداعيات الحرب على صعيد الحياة الاقتصادية في عدن والمناطق المحررة، و ظلت الشراكة خالية من أي اشتراطات جوهرية تتعلق بالقضية الجنوبية، باستثناء ما سُمِّي بـ«الإطار الخاص» ضمن حوار افتراضي ما يزال معلقًا في فضاء من الضباب.

هل يشفع للجنوبيين كل ذلك؟ كلا عزيزي القارئ، فما تزال القوى الشمالية تمتلك حججاً في مواجهة الطرف الجنوبي لأنها في الأصل تعارض أي كيان عسكري او سياسي أو حتى شكل مدني أو نقابي بإسم الجنوب، وإنما ضمن هياكلها ومشاريعها ومسمياتها وأهدافها و زواياها المظلمة… كأننا يابدر لا رحنا ولا جينا!

لقد كانت «الساعة الأخيرة» في صنعاء نقطة تحول مهدت لهيمنة "أنصار الله" لعقود قادمة، ما لم يطرأ عامل دولي أو إقليمي يحدث اختراقاً نوعياً في المشهد، وهو احتمال ضعيف حتى اللحظة.

أما عدن، وعلى النقيض، ما تزال تترقب «الساعة الأخيرة» لوضعها الراهن. لا أحد يعرف توقيتها و ملامحها، لكنها لا تبدو مرشحة لأن تصبح بوابة لـ"الحلم المنتظر"، ما لم يتم تجاوز العتبة الحرجة، وهذا لا يأتي إلا بوجود مراجعات عميقة وموضوعية وتغييرات في ديناميات القوى الفاعلة تُتوّج بجبهة جنوبية صلبة. فهل ننتظر مفاجأة؟


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : حدث مرعب جوار مبنى البنك المركزي في العاصمة عدن "صور"

جهينة يمن | 774 قراءة 

عاجل:السعودية توجه ضربة عسكرية على الحوثيين

جهينة يمن | 674 قراءة 

في العاصمة عدن ...فتحي بن لزرق يكشف النقاب عن جهود غير مسبوقة لهذا القائد

جهينة يمن | 605 قراءة 

ضربة قاصمة للحوثيين.. غارات جوية استهدفت مخازن النقود في صعدة والخسائر بالمليارات

المشهد اليمني | 496 قراءة 

غارات جوية استهدفت مخازن النقود في صعدة والخسائر بالمليارات"ضربة قاصمة للحوثيين"

جهينة يمن | 486 قراءة 

لماذا أحجمت السعودية والإمارات والمانحون عن دعم الحكومة اليمنية الجديدة؟

المنتصف نت | 401 قراءة 

إعلان حرب.. وزير الدفاع الإسرائيلي يتوعد بـ‘‘الحسم الكامل’’ في اليمن

المشهد اليمني | 360 قراءة 

شاهد اول صورة للشاب الذي توفى عقب سقوطه من اعلى مبنى في عدن

كريتر سكاي | 353 قراءة 

خلاف بسيط ينتهي بجريمة مفزعة في رداع .. و القاتل لم يتوقعه أحد؟

المشهد اليمني | 341 قراءة 

قصة طلاق زوج لزوجته بسبب ذهبها...رفضت منحه حين احتاجه وأعطته لأخيها سراً

جهينة يمن | 273 قراءة