حتى الكلمات تتوارى خجلًا أمام صمت العالم المخزي.
وغزة بكل جراحها، ما تزال تواجه الموت بشجاعة نادرة، وتُذكرنا بما تبقى من ضمير إنساني في هذا العالم المتآكل.
ماذا يمكن للمرء أن يقول أمام حرب الإبادة المركبة التي يتعرض لها شعب بأكمله؟
منذ ما يقارب العامين، يواجه أهلنا في غزة حربًا هي الأبشع في التاريخ، يشنّها كيان غاصب بحقد دفين، مستخدمًا كل الأسلحة الفتّاكة، ومعها سلاح الحصار، والتجويع، والعطش، والإذلال الممنهج.
كل ذلك أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، وفي ظل صمتٍ عربي يندى له القلب قبل الجبين.
ورغم هذا الجحيم، ما تزال غزة تقاوم، بكل ما أوتيت من عزيمة.
تُجابه العدوان، والصلف الصهيوني المتواصل، وتدافع باعتداد عن أرضها، عن إنسانها، عن حقها في الحياة.
وها هي تموت اليوم جوعًا، كما تموت تحت القصف، لتضعنا أمام السؤال الجرح:
من يوقظ الضمير الإنساني من موته السريري؟
إنها لحظة مدانة بكل المقاييس، لكنها أيضًا لحظة مفصلية وحاسمة، تضع الأخلاق الإنسانية والضمير العالمي على المحك.
فما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد صراع، بل جريمة كبرى ضد الإنسانية، تُدين العالم كله، تفضحنا جميعًا، وتكشف زيف المواثيق الأممية ومفاهيم “حقوق الإنسان”.
جريمة لن تسقط بالتقادم،
ولن تُمحى بالتخاذل.
…..
غفرانكِ يا غزة…
مدينةٌ أبدًا لا تسقط.
تسقط منها النقطة فقط،
لتصير عزّة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news