تعز... مدينة تقاوم العدو وتئن من معاناة الداخل

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 131 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 تعز... مدينة تقاوم العدو وتئن من معاناة الداخل

تعز... مدينة تقاوم العدو وتئن من معاناة الداخل

قبل 1 دقيقة

في الوقت الذي يُفترض فيه أن يكون الجيش حامياً للدولة والمواطن، ومدافعاً عن المؤسسات العامة والخدمات الأساسية، تشهد مدينة تعز واقعاً مختلفاً ومؤلماً، يكشف عن تناقض كبير بين المهام الوطنية المفترضة لبعض التشكيلات العسكرية، وما يُمارس فعلياً على الأرض

.

نجح الجيش في تعز في تحقيق إنجاز كبير يتمثل في صدّ مليشيات الحوثي ومنعها من السيطرة الكاملة على المدينة، واستطاع تأمين المدينة من الأطراف الشرقية والشمالية والغربية، الأمر الذي أكسبه تقديراً واسعاً بين أبناء المحافظة. غير أن هذا الإنجاز العسكري، رافقه فشل واضح في حماية المدينة من الانهيار الداخلي، وتحوّل بعض وحداته العسكرية إلى عبء إضافي على كاهل المواطن.

فبدلاً من أن تحمي هذه القوات الممتلكات العامة والخاصة، سيطرت على العديد منها، واستحوذت على موارد اقتصادية وخدمية مهمة، وفرضت إتاوات ومبالغ مالية باهظة على مختلف نواحي الحياة، مما ضاعف من معاناة السكان.

تسيطر جهات عسكرية تابعة لمحور تعز على موارد رئيسية، من بينها ضريبة القات بالكامل، ورسوم البضائع الداخلة إلى المدينة، بما فيها الأدوية والسجائر، حتى المهربة منها. ولم تقف هذه الممارسات عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل خصم نسب محددة من إيرادات الجوازات والأحوال المدنية، وحتى من كل أسطوانة غاز تدخل المدينة وتُباع في الأسواق، تُحوَّل إلى حسابات خاصة بالمحور.

وعلى مداخل المدينة، تحوّلت النقاط العسكرية إلى مراكز جباية تُرهق الناقلات التجارية، حيث تُفرض رسوم مالية كبيرة على كل شحنة مواد غذائية أو بناء أو منزلية أو وقود، مما يُضاعف أسعار هذه المواد في الأسواق، ويزيد من الكلفة المعيشية للمواطن الذي بات غير قادر على تلبية احتياجاته الأساسية.

الأزمة لا تقتصر على الجانب الاقتصادي، بل تطال شريان الحياة نفسه المياه. فقد استحوذت مجاميع عسكرية على كافة الآبار المحفورة داخل المدينة، وقامت بتحويلها إلى مشاريع خاصة تباع مياهها بأسعار مرتفعة، بينما مؤسسات الدولة مثل مؤسسة المياه باتت عاجزة عن توفير الخدمة الأساسية، وخزاناتها خاوية، والمواطن يعيش أسوأ أزمة مياه في تاريخ تعز.

كما أن العشرات من المباني الحكومية، وآلاف المنازل التابعة لمواطنين، لا زالت خاضعة لاحتلال قسري من قبل عناصر وقيادات عسكرية، مما يمنع الأهالي من العودة إلى منازلهم، ويزيد من حالة الاحتقان والغضب الشعبي.

إن استمرار هذه الممارسات يضع الجيش في مواجهة غير أخلاقية مع المواطن، ويشوّه صورته كقوة وطنية يُفترض أن تكون في صف الشعب، لا فوقه. وعلى قيادة الجيش في تعز أن تعيد النظر في سياساتها، وتُعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي، وتُطالب الدولة بصرف مستحقاتها عبر القنوات الرسمية، لا من جيوب المواطنين الذين باتوا على شفا الانهيار الكامل.

إن مدينة تعز لا تحتمل مزيداً من المعاناة، وعلى من يُفترض بهم أن يحموا المدينة أن يتوقفوا عن إنهاكها، وأن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية والإنسانية تجاه سكانها الذين لا يملكون سوى الأمل في غدٍ أفضل.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

بعد غياب طويل.. علي سالم البيض يعود إلى عدن وسط جدل حول الوحدة اليمنية

المرصد برس | 1166 قراءة 

اليمن.. قيادات بارزة في ألوية درع الوطن تؤكد استعدادها للانضمام الكامل للقوات الجنوبية

عدن حرة | 819 قراءة 

عاجل:تقديم هذا الامر لباحاج عقب الجريمة المروعة في شبوة

كريتر سكاي | 787 قراءة 

محلل عسكري يكشف عن خطوة سياسية ترعب مليشيا الحوثي والانتقالي.. ويدعو لتنفيذها فورًا

المشهد اليمني | 580 قراءة 

القصة الكاملة لجريمة اعدام باحاج في شبوة وكيف بدأت؟

بوابتي | 476 قراءة 

عاجل:حلف قبائل حضرموت يصدر بيان هام

كريتر سكاي | 426 قراءة 

عاجل | القوات الجنوبية تُحكم سيطرتها على جيشان وتواصل التقدم نحو العطفة

العين الثالثة | 386 قراءة 

خلافات تعصف بين "البركاني" و"باصرة" بعد لقاء الأول بالرئيس الزُبيدي

عدن حرة | 372 قراءة 

رسالة سعودية: لا "لاحتكار الجنوب" ولا لفرض الأمر الواقع في "حضرموت والمهرة"

مندب برس | 346 قراءة 

تطور مفاجئ في قضية إعدام الشاب ‘‘باحاج’’ على أيدي مسلحين قبليين في شبوة

المشهد اليمني | 337 قراءة