تصاعدت خلال الأيام الماضية ضربات وكلاء إيران المسلحين في أربع ساحات رئيسية، في مسعى من طهران لإعادة رسم معادلات القوى المتآكلة بعد نحو عامين من الغارات الإسرائيلية المتلاحقة، بينما تتراجع فرص جولة تفاوضية أميركية-إيرانية قريبة.
وأعاد الحوثيون اليمنيون تفعيل سلاح البحر الأحمر، فقد استهدفوا خلال الأسبوع الماضي سفينتين تجاريتين وسط قناة الاستهلاك العالمية، ما أسفر عن غرق إحداهما ومقتل أربعة من طاقمها وإصابة آخرين، وأسر ستة ركاب على يد الجماعة. وتأتي الهجمات بعد أشهر من الهدوء النسبي في الممر المائي، ويُقر مسؤولون غربيون بأنها رسالة قوية إلى واشنطن وحلفائها مفادها أن قدرة التصعيد ما زالت قائمة.
وعلى صعيد متصل، كشفت القيادة المركزية الأميركية اعتراض قوات المقاومة الوطنية اليمنية الموالية للحكومة شحنة أسلحة إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين بعد ثلاثة أيام فقط من إعلان وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب. واشتملت الشحنة على 750 طناً من الصواريخ وأجهزة الطائرات المسيرة وأنظمة الرادار، فيما وصفته واشنطن بـ”أكبر عملية ضبط أسلحة” تنفذها جماعة طارق صالح.
الحوثيون يطبعون عملة 200 ريال الجديدة في إندونيسيا بعد فشلهم في روسيا ويهربونها عبر موانئ الحديدة
اليمن تشيّع أحد أبرز رجالاتها.. وداع مهيب للشيخ زيد أبو علي وسط حشود تاريخية
قوات خفر سواحل حضرموت تنقذ شابًا من الغرق وتبحث عن فتى مفقود بسواحل الشحر
وفي شمال العراق، تكثفت الهجمات باستخدام طائرات مسيرة ضد حقول النفط في إقليم كردستان، ما أدى إلى تعطيل خمسة حقول منها حقلان تديرهما شركات أميركية. وقال المسؤول في حكومة الإقليم عزيز أحمد إن الهجمات تُنفذ “بحملة مُدبّرة” لإجبار المستثمرين على مغادرة المنطقة، وتجري توجيه أصابع الاتهام إلى فصائل الحشد الشعبي المرتبطة بطهران. وأوضح المتحدث باسم الإقليم بيشاوا هاوراماني أن الهدف هو “تدمير البنية التحتية للطاقة” لجعل الحكومة الكردية “عاجزة عن استخدام النفط كورقة ضغط”.
أما في سوريا، فقد أحبطت السلطات الجديدة في دمشق محاولات عدة لتهريب أسلحة إلى حزب الله. ففي الشهر الماضي عُثر على صواريخ كورنيت مضادة للدبابات مخبأة داخل شاحنة خضراوات في ريف حمص، وسبقها اعتراض مئات الصواريخ الأخرى خلال الأشهر الماضية. وتساءل مسؤول إقليمي عن الجدوى الاستراتيجية من استمرار التسليح: “ماذا قدّم سلاح حزب الله سوى إبعاد التنظيم عن القدس وتعريض المدنيين للخطر؟”.
وفي لبنان، بدأ حزب الله محاولة إعادة تنظيم صفوفه بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قياداته ومنشآته، وانتهت بمقتل الأمين العام حسن نصر الله العام الماضي. ويأتي ذلك في ظل فقدان طريق الإمداد عبر سوريا بعد سقوط نظام الأسد، وضغط متزايد داخلياً لنزع سلاح الحزب. ومع ذلك، يرى مصدر مقرّب من التنظيم أن “الوضع الوجودي” الذي يمر به قد يدفعه إلى التصعيد مجدداً خلال الأسابيع المقبلة.
ووسط كل هذه التحركات، يبدو أن البيت الأبيض غير مستعجل بالجلوس مجدداً إلى طاولة المفاوضات. قال الرئيس دونالد ترامب الأربعاء: “إنهم يريدون التفاوض بشدة. لسنا في عجلة من أمرنا”. فيما أعلن علي لاريجاني، المستشار القريب من المرشد الأعلى، أن “الآن ليس وقت المحادثات”، مؤكداً أن “المفاوضات مجرد تكتيك”.
ويرى المحللون أن طهران تراهن على إعادة تأهيل شبكتها من الوكلاء كورقة ضغط قبل أي تفاوض محتمل، في رسالة غير مباشرة إلى واشنطن مفادها أن قدرتها على التخريب الإقليمي لم تمسّها الضربات الإسرائيلية. ويخلص مايكل نايتس من معهد واشنطن إلى أن “إيران تريد أن تظهر بمظهر المتحدي، لكن ليس إلى درجة تجعل الولايات المتحدة تضربها مجدداً”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news