في مشهد سياسي غير مألوف، تحوّلت مراكز التسوق في عدن إلى ساحات استعراض للنفوذ بين أبرز وجوه القوى اليمنية الموالية للتحالف، حيث ظهر سلطان البركاني، رئيس مجلس النواب، في زيارة مفاجئة إلى مول "طمران"، أحد أكبر المراكز التجارية في المدينة، وذلك بعد يوم فقط من جولة مماثلة لرئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي في "عدن مول".
التحرك اللافت للبركاني جاء في توقيت حساس، بالتزامن مع ترتيبات أمريكية لدفع تغييرات سياسية مرتقبة في الجنوب، مما أضفى على المشهد طابعًا تنافسيًا بين الرجلين، في ظل صراع مكتوم على السيطرة الرمزية والمعنوية داخل معقل الانتقالي الأبرز.
البركاني، العائد إلى عدن محاطًا بإجراءات أمنية مشددة، يسعى لترسيخ حضوره استعدادًا لانعقاد أولى جلسات البرلمان في المدينة، خطوة وصفها مراقبون بأنها ضربة موجعة للانتقالي الذي لا يملك تمثيلًا رسميًا في المجلس. وفي المقابل، يحاول الزبيدي الحفاظ على حضوره الشعبي، معتمدًا على جولات ميدانية رمزية لطمأنة أنصاره.
السباق العلني بين الطرفين في ظل تصاعد الأزمة المعيشية وتدهور الخدمات في المدينة أثار انتقادات واسعة، واعتبره البعض استعراضًا فوق ركام الأزمات، لكنه في عمقه يكشف عن تصعيد صامت بين تيارين متنافسين على القرار السياسي في مرحلة ما بعد الحرب.
وتتجه الأنظار الآن إلى ما إذا كان البركاني سينجح في عقد جلسات البرلمان بدعم خارجي، وهي خطوة قد تعيد رسم التوازنات في جنوب اليمن، وتُقصي الانتقالي تدريجيًا من المشهد المركزي.
الوسوم
البركاني
الزبيدي
اليمن
صنعاء
عدن
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news