العربي نيوز:
اختارت الولايات المتحدة الامريكية، رئيسا لليمن، بوصفه "الرجل القوي"، وقررت دعم تنصيبه رئيسا، تحت غطاء الاجماع الشعبي على شخصه، وتأييد الدول المجاورة لليمن، وعبر عقد اجتماع للمجلس النيابي واعلانه انتخاب المرشح القوي رئيسا جديدا لليمن.
أكدت هذا وثيقة رفعت وزارة الخارجية الامريكية السرية عنها، تتمثل في تقرير سري رفعه قبل 47 عاما، السفير الامريكي في المملكة العربية السعودية إلى الادارة الامريكية، بشأن التقاط اجهزة السفارة برقيات بين السفير السعودي وملحقه العسكري في صنعاء بشأن اغتيال الحمدي.
وبددت الوثيقة الغموض المحيط لعشرات السنوات بجريمة اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي وشقيقه قائد لواء العمالقة عبدالله الحمدي، قبل 47 عاما، ورفعت السرية عن الاطراف المشاركة في تنفيذها. وأكدت تورط علي عفاش في الجريمة، وأنه الرئيس البديل المرشح سعوديا وامريكيا.
تضمن تقرير السفير الامريكي في الرياض حينها، سرد معلومات تفصيلية عن الجريمة وظروف ومكان تنفيذها، واشارة إلى ضلوع السعودية في التخطيط للجريمة وتمويلها، واسماء عدد من المشاركين اليمنيين في تنفيذها، بينهم قائد لواء تعز حينها، المقدم علي عبدالله صالح عفاش.
وأعاد سياسيون وناشطون يمنيون تداول صورة الوثيقة على منصات التواصل الاجتماعي بالتزامن مع احياء اسرة عفاش وترسانتهم الاعلامية وجيشهم الالكتروني ذكرى تولي علي عفاش رئاسة اليمن في 17 يوليو 1978م، بعد اغتيالين يتهم بالتورط فيهما للرئيسين الحمدي والغشمي.
يرد في الوثيقة الامريكية، رصد برقية من الملحق العسكري بسفارة السعودية في صنعاء صالح الهديان الى السفير السعودي بصنعاء علي مسلم، يوجه باختيار علي عبدالله صالح عفاش نائبا للقائد العام ثم رئيسا يخلف الحمدي، بوصفه "رجلنا هو علي عبدالله صالح المشترك في القتل".
وجاء بين ما تداوله السياسيون والناشطون، مقطع فيديو يتضمن اعترافا نادرا وصادما لعلي عفاش بشأن جريمة اغتيال الرئيس الحمدي وشقيقه قائد اللواء السابع مدرع عبدالله الحمدي وقائد قوات العمالقة علي قناف، مبررا الجريمة وتواطؤه فيها بتستره ومهادنته جهة تنفيذها وتمويلها، على نحو يؤكد الاتهامات الموجهة له بالمشاركة في تنفيذها.
ظهر عفاش في مقطع الفيديو المتداول على منصات التواصل الاجتماعي بمناسبة الذكرى الخامسة والاربعين للجريمة التي يعتبرها اليمنيون "اغتيال حلم وطن"، وهو يعترف بالتآمر والتخطيط لتنفيذ جريمة اغتيال الرئيس الحمدي وشقيقه، ومبررا ذلك بما سماه "رفض الرئيس الحمدي الانصياع لتعليمات السعودية بشأن تسليح الجيش اليمني".
وقال علي عفاش في الفيديو المقتطع من مقابلة أجرتها معه قناة "روسيا اليوم"، قبل نحو عام على مقتله بمواجهات مع مليشيا الحوثي في ثاني يوم لاعلانه الانتفاضة عليهم، إنه "يعترف ولأول مرّة، أن السعودية هي من قتلت الحمدي"، وأردف: إن "من أشرف على قتل الرئيس الحمدي هو الملحق العسكري بسفارة السعودية في صنعاء صالح الهديان".
مضيفا ردا على سؤال المذيع ان كان هناك ما يؤكد هذا: نعم، هناك وثائق ونتائج تحقيقات تُثبت أن السعودية هي من قتلت الرئيس الحمدي، لافتا إلى أن "المؤامرة كانت سعودية والمنفّذين آخرين"، لكنه لم يذكر اسماء المنفذين ولا لماذا تم اغلاق ملف جريمة اغتيال الحمدي وشقيقه وعدم تحريكها قضائيا ضد المنفذين والملحق العسكري السعودي العقيد الهديان.
تفاصيل:
شاهد فيديو نادر لعفاش يبرر تواطؤه في اغتيال الحمدي
من جانبهم، اعتبر مراقبون للشأن اليمني، أن هذا التصريح لعلي عفاش، وهو الوحيد ربما بشان جريمة اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي وشقيقه بعد دعوتهما الى وليمة غداء بمنزل نائبه رئيس هيئة الاركان احمد الغشمي يوم الحادي عشر من اكتوبر 1977م، "يؤكد مشاركته في اغتيال الحمدي وتواطؤه بإغلاق ملف القضية رغم معرفته بجهة قتله واشراف الهديان".
مشيرين إلى أن هناك صور توثق زيارة الامير نايف بن عبدالعزيز لصنعاء ورقصه البرع مع احمد الغشمي خلف الرئيس الحمدي على دماء الاخير وشقيقه، وكذا زيارة علي عفاش للسعودية ولقائه مع كل من الملك خالد بن عبدالعزيز وولي عهده حينها الامير فهد بن عبدالعزيز، ومسؤول ملف اليمن الامير سلطان بن عبدالعزيز، على نحو يؤكد مشاركته في الجريمة.
وسبق أن كشف الخبير العسكري الأردني، اللواء فايز الدويري، تفاصيل ومعلومات وصفها بالخاصة، عن تورط علي عفاش في جريمة اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي وشقيقه، في وليمة الغداء التي وصفها بأنها "كانت شراكا منصوبا للحمدي". مشيرا إلى أن الجريمة وقعت وهو متواجد في صنعاء وأن علي عبدالله صالح عفاش كان من بين الحضور المدعوين للوليمة.
مؤكدا في لقاء تلفزيوني، إنه: "خلال العام 1977م، اغتيل الرئيس إبراهيم الحمدي، وكنا نتواجد في اليمن، .. وتاريخيا، المعلومات التي كنت على علم بها، أنه لا يمكن أن يجتمع إبراهيم الحمدي وأخيه وزوج أخته في مكان واحد، وكان يعتمد أن يكونوا متفرقين خوفا من حدوث تصفية، ولكن تم دعوة الثلاثة وكل منهم لا يعلم أنه مدعو لنفس المأدبة".
وقال: إن المعلومات الخاصة التي حصل عليها، أن الحمدي لدى وصوله علم أن شقيقه وزوج شقيقته قد قُتلا، واصفا في الوقت ذاته الرواية الرسمية التي أُذيعت حينها بشأن مقتل الحمدي، بالـ"مسرحية سيئة الإخراج، بتصوير الحمدي وهو برفقة مضيفتي طيران فرنسيتين وبأوضاع مخلة بالآداب، حتى يلوثوا سمعة ذلك الإنسان النظيف (إبراهيم الحمدي)".
مضيفا: "الأيام اللاحقة كشفت بأن عملية الاغتيال كانت نتيجة مؤامرة اشترك فيها الغشمي مع علي عبدالله صالح، وأشخاص آخرين استدرجوا الحمدي وقتلوه"، مضيفا:"علي عبدالله صالح كان متورطا في عملية اغتيال الحمدي، وأن المعلومات تثبت ذلك واستطعنا لاحقا التأكد بأنه كان متورطا، وأن صالح من قام بطعن الحمدي بالخنجر (الجنبية)، وأطلق عليه الرصاص".
وعدَّ الجريمة "اغتيالا للمشروع الوطني اليمني". وقال: إن اسقاطات اغتيال الحمدي على اليمن، تعادل اسقاطات (نكسة) عام 1967م على الدول العربية، باعتبار أن الحمدي كان يمثل مشروعا وطنيا، وكان يحاول أن يبني دولة، وبالتالي أصبح الحمدي هاجسا للدول المحيطة باليمن التي لا تطمح لليمن أن يتطور ويحصل على الاستقرار، فتم اغتياله.
تفاصيل:
أول اعلان عربي استخباراتي لخفايا اغتيال الحمدي ومنفذيه (فيديو)
أبكت جريمة اغتيال الرئيس ابراهيم محمد الحمدي وشقيقه عبدالله الحمدي في منزل نائبه احمد الغشمي بحي الصافية جنوبي العاصمة صنعاء، ملايين اليمنيين، بوصفها أبشع وأشنع جريمة مروعة عرفها اليمن حتى الآن وبالنظر لضحياها وطبيعة دوافعها واهدافها، واقترانها بوأد احلام اليمنيين في يمن ناهض ومستقل وحر من الوصاية الخارجية، التي اطبقت على البلاد عقب حرف مسار ثورة 26 سبتمبر 1962م.
وأحب اليمنيون الشهيد الحمدي لبساطته وصدقه وتواضعه ونزاهته ومبادئه الرافضة بصرامة الفساد والارتزاق والعمالة والخيانة للوطن ووصاية الخارج وجدية توجهه لبناء اليمن الناهض الحر ودولته المدنية الحديثة، التي كان قد انجز من بناها الكثير خلال اقل من ثلاث سنوات، وتوقيت القتلة للجريمة قبيل يوم على مغادرة الحمدي صنعاء إلى عدن، لتوقيع اتفاقية اعادة توحيد شطري اليمن وذوبان الشطرين في كيان واحد.
تفاصيل:
جريمة بشعة بصافية صنعاء تبكي اليمنيين (صور)
يشار إلى أن منفذي الجريمة، حرصوا على اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي ماديا (جسديا) ومعنويا ايضا، عبر نقل جثمانه وشقيقه إلى شقة، تم تجهيزها سلفا بجثتي مضيفتي طيران فرنسيتان، وقناني خمور، لتصوير الامر انتحارا في نهاية حفل بغاء ماجن، لم يصدقه أحد من اليمنيين عن رئيس نزيه وقاضٍ سابق، بقدر ما تسببت في مشكلة مع فرنسا بشأن مطالبتها بتسليم قتلة الفتاتين الفرنسيتين وعدم اقتناعها برواية سلطات الانقلاب بصنعاء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news