العملة الحوثية الجديدة: ورقة نقد أم ورقة ضغط؟

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 149 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
العملة الحوثية الجديدة: ورقة نقد أم ورقة ضغط؟

في خطوةٍ بدت للوهلة الأولى إداريةً تقنية، أعلنت جماعة الحوثي عن إصدار عملة معدنية جديدة من فئة 50 ريالاً، لكنها سرعان ما تحولت إلى قنبلة سياسية فجّرت موجة من التساؤلات والاتهامات بشأن مستقبل خارطة الطريق الأممية ومصداقية المبعوث الدولي هانس غروندبرغ.

فالعملة الحوثية ليست مجرد قطعة معدنية تُسكّ، بل ورقة ضغط جديدة تُقحم في ملف سياسي وأمني بالغ التعقيد، ويبدو أن الجماعة اختارت توقيتاً محسوباً بعناية لتفجير هذا الملف، بالتزامن مع تصعيد في لهجتها ضد المبعوث الأممي، وكأنها تقول: "لن نُقيّد بأي اتفاق لم يعد يخدم أجندتنا".

العملة كشكل من أشكال الحرب

من الناحية الاقتصادية، يُنظر إلى هذه الخطوة كخرق فاضح للاتفاق غير المعلن حول توحيد السياسة النقدية الذي لطالما تباهت به الأمم المتحدة كإحدى "النجاحات النادرة" في الملف اليمني، وهو ما أكده المبعوث غروندبرغ في يوليو 2024.

لكن إصدار العملة الجديدة بما تحمله من رموز جنوبية – مثل اسم مدينة عدن ومسجد العيدروس – يحمل رسائل مزدوجة: واحدة موجهة للداخل الشمالي لتأكيد "الهوية الوطنية"، وأخرى للخارج لتضليل المجتمع الدولي والترويج لفكرة أن الحوثيين "لا ينفصلون" عن اليمن الموحد.

عدن على وجه العملة: محاولة رمزية لاختطاف الشرعية

يقرأ مراقبون تضمين اسم عدن وصورتها على العملة الجديدة كنوع من القرصنة الرمزية التي تهدف إلى تثبيت سردية "الوحدة" على الطريقة الحوثية، وكأن الجماعة تحاول – عبر ورقة نقدية – مصادرة التعدد السياسي والجغرافي والاعتراف الضمني بالمجلس الانتقالي الجنوبي والواقع الإداري في الجنوب.

هذا الاستخدام الرمزي للعملة يذكّر بالأنظمة الشمولية التي لطالما استخدمت الأدوات الاقتصادية كمنصات دعائية، وهو ما يعيدنا إلى مفهوم "النقد كسلاح ناعم في الحرب الصلبة".

نسف لخارطة الطريق.. أم اختبار لرد الفعل الدولي؟

المثير أن هذه الخطوة جاءت في سياق أوسع من التوتر الإقليمي، حيث تحاول إيران – الراعي الإيديولوجي والعسكري للحوثيين – تحسين أوراقها التفاوضية مع الغرب، بعد ما تعرضت له من خسائر في الحرب غير المعلنة مع إسرائيل والولايات المتحدة.

وبالتالي، فإن إصدار العملة قد لا يكون سوى مناورة محسوبة لإرباك المسار السياسي والضغط على الأمم المتحدة ومبعوثها الأممي، بعدما باتت خارطة الطريق تمثل عبئاً على الجماعة أكثر من كونها مكسباً.

ماذا بعد؟

الأمر الواضح أن جماعة الحوثي لم تُفاجئ أحداً بهذه الخطوة، بقدر ما أكدت المخاوف القائمة من نواياها الحقيقية تجاه أي تسوية، فكل المؤشرات تفيد بأن الجماعة لا ترى في خارطة الطريق سوى فرصة مؤقتة للمراوغة، وأنها مستعدة للنسف لا للتوقيع إذا لم تُلبَّ شروطها غير المعلنة.

الرسالة التي وجهتها الجماعة من خلال هذه العملة واضحة: "نحن لا نلتزم إلا عندما يُخدم التزامنا أجندتنا وحدنا، ولا نعترف باتفاق لا نملك مفاتيحه وحدنا."

بين واجهة معدنية وبرنامج نووي إقليمي، تتقاطع مصالح الحوثيين وإيران في إدارة الصراع بأدوات متجددة. إصدار العملة ليس سوى طلقة أولى في مسار تصعيد قادم، والسكوت الدولي عليه ليس إلا تمهيداً لانفجار أكبر.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

زلزال في وادي حضرموت... بيان قبلي مفاجئ يقطع "شريان الحياة" عن إخوان اليمن

الناقد برس | 938 قراءة 

أول رد من سلطنة عمان على تصريحات عيدروس الزبيدي: صرفيت ليست فكرة في خطاب بل أرض عُمانية ذات سيادة كاملة ولن نقبل أي تطاول من الانتقالي.. عاجل

مأرب برس | 774 قراءة 

رسميًا.. الجيش اليمني يعلن عن ”انقلاب عسكري” جديد على الشرعية

المشهد اليمني | 751 قراءة 

دعوة للزحف نحو غيل بن يمين.. حلف قبائل حضرموت يستعد لهذا الأمر

موقع الأول | 744 قراءة 

وثيقة رسمية تضع عيدروس الزبيدي في خانة التمرد المسلح.. وخبير عسكري يعلق: القرار واضح

المشهد اليمني | 703 قراءة 

عاجل:محافظ حضرموت يتحدث عن رحيل قوات الانتقالي

كريتر سكاي | 693 قراءة 

إبلاغ الانتقالي باحتمالية غارات جوية سعودية مباشرة إذا لم ينسحب من حضرموت و 20 ألف جندي جاهز لدحره

المشهد اليمني | 578 قراءة 

موقف أمريكي إماراتي مشترك يحدد ملامح المرحلة القادمة في اليمن

نيوز لاين | 515 قراءة 

كشف ما سيحدث غدًا عقب صلاة الجمعة

كريتر سكاي | 444 قراءة 

اليمن: تحذيرات أممية من تصعيد واسع مع حشد قوات مدعومة سعوديًا وتطمينات إماراتية للانفصاليين

يمن فيوتشر | 434 قراءة