عاودت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران تصعيد عملياتها العسكرية في البحر الأحمر، مستهدفة السفن التجارية بعد توقف دام أكثر من ستة أشهر، في خطوة تعكس تحولًا خطيرًا في مسار التوترات الإقليمية وتضع الملاحة الدولية أمام تحديات متصاعدة.
وشنّت الميليشيا، خلال الأيام الماضية، هجمات مركبة باستخدام طائرات مسيّرة وزوارق هجومية سريعة، استهدفت سفن الشحن “ماجيك سيز” و”إيترنيتي سي”، ما أدى إلى اضطرابات ملحوظة في حركة الملاحة عبر مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات المائية الاستراتيجية في العالم، والذي يمر عبره نحو 12% من حركة التجارة العالمية.
ورغم الضربات العسكرية التي استهدفت مواقعها قبيل الهدنة الأخيرة، نجحت ميليشيا الحوثي في إعادة بناء جزء كبير من قدراتها البحرية، ما سمح لها باستئناف عملياتها العدائية في الممرات الدولية، متسببة في إجبار العديد من شركات الشحن على تعديل مسارات سفنها، الأمر الذي يلقي بظلاله على حركة التجارة العالمية وأسعار النفط.
ويقول محللون إن هذا التصعيد يحمل دلالات سياسية وأمنية، حيث تسعى الجماعة إلى ترسيخ مكانتها كقوة إقليمية مؤثرة، مستفيدة من تعقيدات المشهد اليمني، وضعف الاستجابة الدولية، والتحولات الجيوسياسية في المنطقة.
ويرى مراقبون أن الهجمات الحوثية الأخيرة قد تكون جزءًا من استراتيجية ضغط إيرانية ضمن مفاوضات إقليمية حساسة، في حين يستخدمها الحوثيون لتثبيت موقعهم ضمن ما يعرف بـ”محور المقاومة”، وفرض أنفسهم كلاعب رئيسي في معادلات الأمن الإقليمي.
في المقابل، تتزايد المؤشرات على ردود فعل عسكرية محتملة من قبل القوى الإقليمية والدولية، لا سيما الولايات المتحدة ودول التحالف، وسط تحذيرات متكررة من تداعيات استمرار هذا التصعيد على أمن الملاحة الدولية واستقرار المنطقة برمتها.
ويحذر محللون من أن استمرار هذه الهجمات قد يؤدي إلى مواجهة واسعة النطاق، تتجاوز قدرة الحوثيين على التحكم في مآلاتها، خصوصًا مع تزايد الدعوات الدولية لاتخاذ موقف حازم يضع حدًا لتهديدات الجماعة للممرات البحرية العالمية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news