شدد وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، على ضرورة تبلور موقف دولي حازم يتناسب مع حجم الخطر المتصاعد الذي تشكله جماعة الحوثي، عقب تنفيذها هجمات متزامنة على سفينتين تجاريتين في البحر الأحمر، ما أسفر عن غرقهما ومقتل عدد من أفراد طاقمهما.
وفي تصريحات خاصة لقناتي “العربية.نت” و”الحدث.نت”، وصف الإرياني الهجمات الحوثية بأنها تمثل “صدمة استراتيجية” تهدف إلى تقويض الأمن الإقليمي والدولي، مؤكدًا أن التوقيت الحساس الذي نُفذت فيه العمليات، بالتزامن مع جهود دولية لاحتواء التصعيد، يعكس نوايا واضحة ورسالة مدروسة من الجماعة.
وأشار إلى أن هذا التصعيد يمثل تحوّلاً نوعياً في تكتيكات الحوثيين، ويتجاوز مجرد تهديد الملاحة البحرية إلى استهداف مباشر للاقتصاد العالمي، لافتا إلى أن الجماعة تستخدم الإرهاب البحري كورقة ضغط لخدمة أجندتها وأجندة داعميها في المنطقة.
وبين أن الهجمات استُخدم فيها الأعيرة النارية والقذائف الصاروخية ضد السفينتين “ماجيك سيز” و”إيتيرنيتي”، في خطوة وصفها بأنها تكشف إصرار الحوثيين على تحويل البحر الأحمر إلى ساحة ابتزاز وتهديد دائم للممرات الحيوية.
وأكد أن تكثيف حماية الملاحة في البحر الأحمر لم يعد خيارًا، بل ضرورة استراتيجية، محذرًا من أن غياب ترتيبات أمنية دائمة سيجعل السفن التجارية رهائن بيد الحوثيين، ويؤدي إلى انفجار قادم يهدد التجارة الدولية والاستقرار في المنطقة، ويجعل كلفة المواجهة لاحقًا أعلى بكثير.
وفي ما يخص التداعيات الإنسانية للهجوم، كشف الإرياني عن مقتل عدد من أفراد الطاقم، واستمرار عمليات البحث عن مفقودين، معتبرًا أن هذا الحادث يُشكل نقطة تحول في تعامل المجتمع الدولي مع خطر الحوثيين.
وفي سياق متصل، طرح الإرياني مقاربة حكومية من أربعة محاور لاستعادة الدولة اليمنية وإنهاء الأزمة، ترتكز على دعم الحكومة الشرعية، ووقف مشروع اختطاف الدولة، وتجفيف منابع تمويل الجماعة، وقطع طرق تهريب السلاح إليها، في إشارة إلى ضرورة التعامل مع الحوثي على غرار تصنيف حزب الله في لبنان.
ودعا الوزير إلى تحرك دولي جاد يشمل توجيه ضربات للبنية التحتية العسكرية للحوثيين، وتشديد الرقابة على الموانئ والمنافذ التي تُستخدم في تهريب الأسلحة والخبراء، إلى جانب ملاحقة الشبكات المالية التي تدعم الجماعة.
واختتم الإرياني تصريحاته بالتحذير من أن الاستمرار في تجاهل التهديدات الحوثية سيؤدي إلى خلق واقع أمني جديد في البحر الأحمر، يجعل المواجهة أكثر تعقيدًا، معتبرًا أن الصمت الدولي أو الاكتفاء بالإدانات يشجّع الحوثيين على التمادي في التصعيد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news