أفادت مصادر دفاعية وأمنية لـ«ديفانس لاين» بحصول جماعة الحوثيين، ذراع إيران في اليمن، على شحنات من المواد المشعة والكيماوية المستخدمة في تطوير تقنيات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، بعضها أدخل من إيران أو جرى تهريبها عبر دول وسيطة، فيما تشير معلومات إلى حيازة الجماعة أسلحة وقنابل تصنف بالخطرة.
ويشير ضباط عملوا مع الجماعة تحدّثوا إلى «ديفانس لاين» طالبين عدم الكشف عن هوياتهم إلى أن الجماعة تسلّمت شحنات براميل تحوي نظائر مشعة وسلائف كيميائية خطرة، نُقلت إلى مخابئ آمنة في صعدة ومناطق أخرى، ضمن جهود حثيثة لتطوير قدراتها الصاروخية وسلاحها الجوي والبحري.
ووفقا لمصادر «ديفانس لاين» فقد حصلت الجماعة الحوثية على قطع صناعية حيوية ومواد حسّاسة لتطوير الصواريخ والطيران المسير منذ عام 2022، وهو العام الذي أُعلنت فيه الهدنة وأوقفت الهجمات الجوية للتحالف بقيادة السعودية والإمارات، وسمحت بفتح المطارات والموانئ والمنافذ ووقف تفتيش الشحنات.
الجماعة الحوثية المصنفة منظمة إرهابية، وضعت يدها منذ ما بعد سبتمبر 2014 على مخزونات الصواريخ وذخائر تصنف بالخطرة التي كانت ضمن قدرات الجيش اليمني سابقا، بينها صواريخ «سكود» روسية كانت ضمن ترسانة الشطر الجنوبي سابقا، وصواريخ كورية اشتراها نظام صالح في عقود سابقة، استطاعت الجماعة تأمينها وتجنيبها الضربات الأمريكية والبريطانية ومن قبلها الهجمات العربية. بعض تلك الصواريخ قادرة على حمل رؤوس كيماوية وعنقودية.
إلى جانب التقنيات والصواريخ التي يتلقاها الحوثيون من إيران، وتقنيات وأعتدة حيوية حصلوا عليها من وجهات متعددة.
رؤوس حربية وقنابل حارقة
تتحدث قيادات الحوثية في تصريحات متكررة عن امتلاك «مفاجآت» عسكرية، من ضمنها صواريخ برؤوس حربية متعددة، عالية التدمير والأثر التفجيري.
ويؤكد ضباط وخبراء تحدّثوا إلى «ديفانس لاين» أن الجماعة الحوثية كثّفت جهودها لتطوير ورش ومعامل لصيانة وتصنيع ذخائر صاروخية، إلى جانب إجراء تعديلات للرؤوس الحربية القديمة في مجمّعات محصّنة يعمل فيها خبراء ومستشارين إيرانيين، وآخرين من دول عربية، فضلاً عن كوادر يمنية مدربة داخلياً وخارجياً.
فيما تفيد مصادر دفاعية واستخبارية لـ "ديفانس لاين" أن الحوثيين استولوا على مجموعة من قنابل "النابالم" الحارقة، بعد قتلهم الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، مطلع ديسمبر 2017، الذي كان يحتفظ بتلك الذخائر المتطورة في مخابئ خاصة.
وقنابل النابالم أو القنابل الحارقة هي قنابل تحوي موادا فتاكة بينها مادة الفوسفور، تستخدم لتدمير التحصينات وقتل أكبر عدد من القوات والسكان وإحداث حرائق وتفجيرات في المخازن والمخابئ والبنية التحتية ينتج عنها دمارا مروعا وتأثيرات خطيرة بعيدة المدى.
في ذات الصدد، تشير مصادر دفاعية وأمنية لـ "ديفانس لاين" إلى نقل النظام العراقي في عهد صدام حسين أسلحة كيماوية إلى اليمن، ضمن تنسيقات وتفاهمات مع الرئيس صالح، وذلك قبل الضربات التي تعرضت لها قدرات ومنشئات نظام صدام آنذاك.
وبحسب ضباط في القوة الصاروخية تحدّثوا لـ "ديفانس لاين" طالبين عدم الكشف عن هوياتهم، فقد تم تخزين تلك الأسلحة في مخابئ تحت الأرض داخل قواعد عسكرية بالعاصمة ومجمعات ومخابئ سرية محصنة في الضاحية الجنوبية لصنعاء، خلال عهد صالح، قبل أن تسيطر عليها جماعة الحوثي بعد ذلك، وتعيد تأمينها ونشرها في مناطق ومخابئ رئيسية بين صعدة وحجة وعمران والمحويت وصنعاء والجوف.
وقد كان خبراء عراقيون قد عملوا مع نظام صالح كمستشارين ومساعدين في تطوير القدرات الصاروخية اليمنية منذ ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق 2003م. حيث استضاف صالح كوادر عراقية إلى اليمن واستفاد من خبراتهم في تطوير الصواريخ الباليستية وإدخال تعديلات عليها، وتدريب كوادر هندسية وفنية يمنية.
وكانت مصادر دفاعية وأمنية كشفت لمنصة «ديفانس لاين» في وقت سابق عن قيام إيران
بتزويد جماعة الحوثيين بمواد خطرة وتقنيات أساسية تُستخدم في تصنيع الصواريخ
الباليستية وتحضير الوقود الصلب، وحصول الجماعة على قطع حسّاسة من وجهات وسيطة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news