‏وثيقة العهد والاتفاق… حين وقّع الجنوب على آخر أوهامه

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 114 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
‏وثيقة العهد والاتفاق… حين وقّع الجنوب على آخر أوهامه

‏في تاريخ الأمم، هناك لحظات لا تُنسى… لا لأنها جسدت الأمل، بل لأنها كشفت الزيف.

‏لحظة التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق في عمّان عام 1994، كانت واحدة من تلك اللحظات. يومها، امتدت يد الجنوب لتكتب ما ظنّته “فرصة أخيرة للإنقاذ”، بينما كانت يد الشمال تخفي خلف ظهرها خنجر الغدر… وتستعد للحرب.

‏وهو درس للأجيال… لا تُراهن على شراكة لا تعترف بك ، نقولها والألم يعتصر قلوبنا للجيل الجنوبي الجديد… يا من وُلدتم بعد حرب 1994 أو في ظل “وحدة القوة والسلاح”… لستم بحاجة إلى من يلقّنكم الكراهية، ولكنكم بحاجة إلى الحقيقة. الحقيقة تقول: إن الجنوب لم يفشل في الشراكة، بل خُدع بها. والحرب لم تكن انفجار أزمة، بل نتيجة قرار سياسي مسبق لإسقاط شريك اسمه الجنوب.

‏وثيقة العهد والاتفاق لم تكن مجرد بنود موزعة بين الأمن والاقتصاد والحكم المحلي، بل كانت اعترافًا ضمنيًا من النظام في صنعاء بأن مشروع الوحدة قد دخل غرفة الإنعاش، وأن الاستمرار في إقصاء الجنوب يعني الانفجار.

‏لكن، ما إن وُقّعت الوثيقة حتى بدأ التلكؤ، التسويف، والالتفاف. لم يُنسحب جندي شمالي من المدن الجنوبية. لم تُدمج المؤسسات. لم تُلغ المليشيات.تجهزت معسكراتهم .وانتشر الأفغان العرب بجبال وأودية الجنوب . ولم يُنفذ أي بند يُعيد للجنوب مكانته كشريك.

‏الشمال لم يوقّع على شراكة… بل على هدنة خداع ،لقد استخدمت صنعاء الوثيقة كغطاء سياسي لتأجيل المواجهة، بينما كانت تُعدّ لساعة الصفر. في الوقت الذي كان الجنوبيون يتداولون في اللجان السياسية والفنية كيفية تطبيق الاتفاق، كانت القوات الشمالية تحشد وتناور وتفتح معسكرات جديدة.لم يكن هذا فشلًا إداريًا. كان خيارًا استراتيجيًا.

‏يجب علينا أن تعلم دروس فالتاريخ لا يكتب بالحبر فقط… بل بالدم ما حدث بعد ذلك يعرفه الجميع، حرب اجتياح لا حرب شراكة حتى البسوها لباس الدين اسموها بحرب "الردة والانفصال، إسقاط الجنوب، ونهب مؤسساته، وتكريس احتلال سياسي واقتصادي نُفّذ باسم “الوحدة”، ورُوّج له بلسان “السيادة”.

‏ومثلما فشلت وثيقة العهد والاتفاق، فشلت من بعدها كل المبادرات التي حاولت ترقيع وحدة ميتة. ومثلما أُحرقت تلك الوثيقة، أُحرقت لاحقًا وعود “الحوار الوطني” و”المبادرة الخليجية” و”مسودة الدستور” ولاحقاً حكومات الكفاءة والمناصفة وختامها مجلس القيادة الرئاسي.

‏الخلل ليس في النصوص… بل في النوايا.

‏الجنوب اليوم ليس تكرارًا لأمس 1994

‏رسالتنا اليوم واضحة:

‏من لم يتعلم من تاريخ الوثيقة، سيُلدغ من جديد.

‏كل من يُسوّق اليوم لوحدة جديدة، أو شراكة مع نظام وشعب لم ولن يتغيّر جوهره، يُعيدنا إلى مربّع الوهم.

‏الشراكة لا تُبنى على الغلبة، ولا الوحدة تُفرض بالدبابة. الجنوب ليس مشروع انفصال… بل مشروع استعادة. استعادة سيادة، وهوية، وكرامة، وشراكة حقيقية مع الإقليم والعالم، لا مع من يراه “تابعًا” أو “سوقًا” أو “جغرافيا غنيمة”.

‏ونقولها للأجيال القادمة

‏لا تدعوا أحدًا يبيعكم نسخة جديدة من وثيقة العهد والاتفاق.

‏فقد وقّعناها من قبل، ودفعنا الثمن المً وقهرًا ودمًا ودموعًا.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

شبوة...غارات جوية مفاجئة تستهدف منطقة خورة وتخلف ضحايا بينهم قيادات ميدانية

قناة المهرية | 396 قراءة 

توتر عسكري بين هذه القوات

كريتر سكاي | 356 قراءة 

قرار حوثي في صنعاء يجبر جميع المواطنين في مناطقهم على دفع رسوم باهضة ويفجر غضب شعبي

نافذة اليمن | 319 قراءة 

القرار الرئاسي رقم (11) يدخل حيز التنفيذ... وهذه أول محافظة تبدأ التطبيق!"

نيوز لاين | 303 قراءة 

قرارات حوثية بعد محرقة العرقوب !

نيوز لاين | 299 قراءة 

صحابي يمني يخدع أبوبكر الصديق بحيلة ماكرة أضحكت الرسول

المشهد اليمني | 297 قراءة 

عاجل: غارات أمريكية مفاجئة في اليمن والكشف عن مواقع الاستهداف

المشهد اليمني | 285 قراءة 

أول تحرك للرئيس العليمي بعد امتناع محافظ المهرة توريد الإيرادات لحسابات الحكومة

المشهد اليمني | 275 قراءة 

عضو في مجلس النواب ينجو من محاولة اغتيال

كريتر سكاي | 235 قراءة 

تفاهم سعودي- حوثي يثير الجدل ودعوات روسية-إماراتية لحوار شامل

الأمناء نت | 199 قراءة