باحثة تحذر: الحوثيون يفرضون واقعًا طائفيًا دخيلًا يهدد السلم الاجتماعي في اليمن 

حذّرت الباحثة اليمنية المتخصصة في قضايا النزاع، ندوى الدوسري، من مساعي جماعة الحوثي لفرض واقع طائفي غير مألوف على المجتمع اليمني، محذرةً من خطورة ذلك على مستقبل التعايش والسلم الاجتماعي في البلاد.

يأتي ذلك تعليقا على جريمة قتل أبرز معلمي القرآن الكريم في مديرية السلفية بمحافظة ريمة (شمال غرب اليمن)، الشيخ صالح حنتوس، عقب اقتحام منزله ونهبه.

وقالت الدوسري، في تغريدة نشرتها على حسابها الرسمي في منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، إن الحوثيين يعملون على زرع بذور صراعات طائفية دخيلة على مجتمع عُرف بتسامحه وتعايشه، مؤكدةً أن اليمنيين الشافعية والزيدية عاشوا معًا لقرون طويلة في وئام، حيث تزاوجوا وأدّوا صلواتهم في المساجد نفسها دون أي تمييز طائفي.

وأضافت الدوسري: "لم نكن، حتى نحن اليمنيين، نشعر بوجود طوائف بيننا"، معتبرةً أن الحوثيين يسنّون صراعات طائفية خطيرة ستنعكس عليهم بالسلب في نهاية المطاف، وقالت: "سيحصدون ما زرعوا".

ويأتي تصريح الدوسري في ظل تحذيرات حقوقية ودولية متزايدة من تداعيات توظيف الحوثيين للخطاب الديني الطائفي في مناطق سيطرتهم، بما يعمّق الانقسامات داخل المجتمع اليمني ويهدد بتمزيق نسيجه الاجتماعي المتماسك تاريخيًا.

ويرى مراقبون أن الجماعة تسعى من خلال الخطاب الطائفي إلى إحكام سيطرتها السياسية والاجتماعية في شمال البلاد، مستندةً إلى تأجيج الخلافات المذهبية في مجتمع لم يعرف هذا النمط من الاستقطاب من قبل، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه السياسات إلى صراعات أهلية طويلة الأمد.