على سطح مبنى قديم في حي الشيخ عثمان بمدينة عدن، يفترش عبدالرزاق محمد (45 عامًا) احد الاسطح بعض الألواح الخشبية، وقد نصب فوقها منظومة طاقة شمسية اشتراها بأقساط تفوق راتبه الشهري. لم يكن أمامه خيار آخر. الحرارة في الداخل لا تطاق، والكهرباء لا تأتي إلا لساعات متقطعة لا تكفي لتبريد غرفة واحدة.
“صيف عدن هذه السنة غير محتمل”، يقول عبدالرزاق لـ”تهامة 24” وهو ينظر إلى قرص الشمس كمن يستجدي رحمتها. “أطفالي ينامون على السطح منذ أسابيع، وحتى هذا السطح لم يعد لي، استأجرته من جارنا مقابل مبلغ شهري”.
من تحت العتمة إلى فوق الأسطح
مثل عبدالرزاق، وجد عشرات السكان في المدينة أنفسهم مضطرين لاستئجار أسطح منازل الجيران أو الأقارب لتركيب ألواح الطاقة الشمسية، بعدما تجاوزت انقطاعات الكهرباء حاجز 15 ساعة في اليوم، وبلغت درجة الحرارة ذروات غير مسبوقة.
وبات مشهد الألواح الشمسية المنتشرة فوق المنازل مألوفًا، حتى إن بعض الملاك بدأوا يطرحون فكرة “استثمار السطح”، مقابل مبالغ تتراوح بين 10 و30 ألف ريال شهريًا (ما يعادل 10 إلى 25 دولارًا)، وفقًا لسكان محليين.
أزمة متراكمة بلا حلول
ورغم التوسع في استخدام الطاقة الشمسية على مستوى الأفراد، تبقى المشكلة الجذرية قائمة. إذ لا تزال محطات التوليد تعتمد على وقود الديزل الباهظ، والذي يصل متأخرًا أو لا يصل أبدًا، فيما تؤكد الجهات الحكومية أن تكلفة تشغيل الكهرباء تبلغ 55 مليون دولار شهريًا، وهي تكلفة لا تستطيع تغطيتها في ظل انهيار الإيرادات.
المدينة بحاجة إلى 600 ميجاوات لتغطية الطلب المتزايد، لكن الإنتاج الحالي لا يتجاوز 138 ميجاوات، وفق آخر التقارير الرسمية.
حياة فوق الحافة
بالنسبة لعبدالرزاق، لم تعد المشكلة في الظلام فقط، بل في الشعور بأن الحكومة قد رفعت يدها بالكامل. “نعيش في مدينة لا ترى، ولا تُرى”، يقول وهو يحاول تثبيت لوح شمسي هزته الرياح. “لم أعد أفكر بالكهرباء العامة… أنا فقط أريد أن ينام أطفالي دون أن يستيقظوا باكين من الحرّ”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news