تشهد مدينة تعز أزمة حادة في مياه الشرب، عقب انقطاع شبه كلي للمياه عن معظم أحياء المدينة، ما ضاعف معاناة الأهالي في ظل أوضاع معيشية صعبة مستمرة منذ سنوات.
وأفاد سكان في أحياء متفرقة بأنهم لم يتلقوا مياه الشرب منذ أكثر من أسبوعين، مؤكدين أن الأزمة اشتدت خلال اليومين الماضيين، فيما خلت أغلب البقالات من المياه، ما اضطرهم لشراء قوارير مياه معدنية بأسعار مرتفعة.
وقالت مصادر محلية إن سبب الأزمة يعود إلى إضراب عدد من محطات المياه عن الضخ، في خطوة تهدف إلى الضغط على السلطات للسماح لها باستخدام الآبار الواقعة داخل المدينة، بعد ارتفاع تكاليف نقل المياه من وادي الضباب خارج المدينة.
لكن مالكي بعض المحطات نفوا هذه الاتهامات في تصريحات لمراسل "الصحوة نت"، مؤكدين أن الأزمة ناجمة عن انعدام مصادر التزود بالمياه منذ أيام، ما وضعهم تحت ضغط هائل نتيجة الطلب الكبير من المواطنين وعجزهم عن تلبية الاتصالات المتواصلة على مدار الساعة.
وقال أحدهم: "نحن لا نملك الماء حتى نوزعه، الجميع يتصل، والجميع يطرق الأبواب بحثًا عن الماء."
ويروي المواطن معتصم جانبًا من معاناته قائلاً: "اضطررت للسير من جولة وادي القاضي إلى حي الروضة بحثًا عن 20 لترًا فقط من الماء، ولم أجدها إلا بعد أن قطعت هذه المسافة الطويلة."
وأضاف: "لا توجد حلول حقيقية من الجهات المعنية، وكل ما يُقال مجرد تصريحات لا أثر لها على الأرض."
وتتزامن هذه الأزمة مع استمرار الحصار الحوثي المفروض على المدينة منذ سنوات، إلى جانب شح الأمطار هذا الموسم، ما فاقم الوضع الإنساني بشكل كبير.
وفي تصريحات سابقة، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش "الحوثيون استخدموا المياه كسلاح في تعز وهناك أربعة من أصل خمسة أحواض تقع تحت سيطرتهم، مما يجعل الوصول إليها غير ممكن، رغم أن غالبية السكان يعيشون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة".
وتبقى أزمة المياه واحدة من أبرز التحديات التي تواجه سكان تعز، الذين لا يزالون يدفعون ثمناً باهظًا للحرب والحصار والإهمال، وسط دعوات متزايدة إلى تحرك عاجل لإنهاء هذه المأساة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news