تأثير سرطان الثدي وعلاجاته على الدورة الشهرية والعلاقة المتبادلة بينهما

يُعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى النساء عالميًا، وتُشخّص غالبية الحالات في سنوات الإنجاب أو قبل انقطاع الطمث. في المقابل، ترتبط الدورة الشهرية ارتباطًا وثيقًا بالتوازن الهرموني الأنثوي، الذي يلعب دورًا محوريًا في نمو بعض أنواع سرطانات الثدي، خصوصًا تلك التي تعتمد على الإستروجين والبروجسترون.

سوف نتناول في هذا المقال العلاقة ثنائية الاتجاه بين سرطان الثدي والدورة الشهرية:

💢هل تؤثر خصائص الدورة الشهرية على خطر الإصابة؟

💢وكيف تؤثر العلاجات المختلفة على نمط الدورة؟

💢وما تبعات ذلك على الصحة الإنجابية والنفسية؟

أولاً: تأثير خصائص الدورة الشهرية على احتمالية الإصابة بسرطان الثدي

تُعد العوامل المتعلقة بالتعرض المطوّل للإستروجين من أبرز عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي. تشمل هذه العوامل:

✅ بداية الدورة في سن مبكر (قبل 12 سنة):

ترتبط ببداية مبكرة للتعرض لهرمونات الأنوثة، ما يزيد من فرص حدوث تغيرات خلوية في أنسجة الثدي.

✅ انقطاع الطمث المتأخر (بعد 55 سنة):

يزيد من طول فترة التعرض للإستروجين والبروجسترون، ما يُضاعف خطر الإصابة.

✅ قلة عدد الأحمال أو عدم الإنجاب:

الحمل يُقلل من دورات الطمث ويُقلل من التعرض للهرمونات.

✅ الدورات غير المنتظمة ومتلازمة تكيس المبايض (PCOS):

رغم أن التبويض غير المنتظم قد يقلل من التعرض للإستروجين الدوري، إلا أن تأثيره المعاكس على التمثيل الغذائي والوزن قد يرفع خطر الإصابة في بعض الحالات.

ثانيًا: تأثير العلاجات المختلفة لسرطان الثدي على الدورة الشهرية

🔹 1. العلاج الكيميائي (Chemotherapy)

يعدّ انقطاع الطمث بعد الخضوع للعلاج الكيميائي من أكثر المضاعفات انتشارًا النساء المُصابات بسرطان الثدي، إذ تتراوح نسبة حدوثه بين 15% وحتى 94% وفقًا لبعض العوامل المؤثرة في المريضة، إلّا أنّ انقطاع الدورة الشهرية قد يكون مؤقتًا لدى البعض اعتمادًا على عوامل معيّنة، كالعُمر واستهلاك النيكوتين وغير ذلك

◾ التأثير على المبيض:

العلاج الكيميائي يستهدف الخلايا سريعة الانقسام، ما يشمل الخلايا المكونة للبويضات. أشهر الأدوية المسببة لذلك:

Doxorubicin

Paclitaxel

◾ النتائج الممكنة:

انقطاع الطمث المؤقت: يعود الطمث بعد عدة أشهر أو سنوات.

انقطاع الطمث الدائم: شائع بين النساء فوق 40 عامًا، خاصة عند استخدام جرعات عالية.

العقم الدائم أو المؤقت.

◾ عوامل الخطر:

عمر المريضة عند بدء العلاج.

نوع الدواء وجرعته.

وجود ضعف سابق في وظائف المبيض.

◾ الأعراض المصاحبة:

-هبّات حرارة.

-تقلبات مزاجية.

-هشاشة عظام.

-اضطرابات النوم.

🔹 2. العلاج الإشعاعي (Radiotherapy)

العلاج الإشعاعي يوجه غالبًا للثدي أو جدار الصدر.

لا يؤثر عادة على المبيض مباشرة ما لم يشمل الحوض (وهو نادر في سرطان الثدي).

قد يؤدي إلى تأثر غير مباشر بالدورة بسبب الإرهاق أو الضغط النفسي الناتج عن العلاج.

🔹 3. العلاج الهرموني (Hormonal / Endocrine Therapy)

يُستخدم في الأورام المعتمدة على مستقبلات الإستروجين أو البروجسترون. يهدف إلى خفض تأثير الإستروجين على خلايا الثدي.

◾ تاموكسيفين (Tamoxifen):

يُستخدم في النساء قبل وبعد انقطاع الطمث.

قد يسبب:

دورات شهرية غير منتظمة أو ثقيلة.

أعراضًا شبيهة بانقطاع الطمث.

تستخدم بعد انقطاع الطمث.

تقلل إنتاج الإستروجين المحيطي.

تؤدي غالبًا إلى أعراض شديدة لانقطاع الطمث.

تُستخدم لإحداث انقطاع طمث مؤقت لحماية المريضة من تأثير الإستروجين.

تؤدي إلى توقف مؤقت للدورة الشهرية.

ثالثًا: التأثير على الخصوبة والقدرة الإنجابية

انقطاع الطمث الناتج عن العلاج قد يكون دائمًا أو مؤقتًا، ويؤثر على الخصوبة بدرجات متفاوتة.

✅ طرق تقييم الخصوبة بعد العلاج:

-اختبار مخزون المبيض (AMH).

-التصوير بالموجات فوق الصوتية لحجم المبيض وعدد الجريبات.

✅ خيارات الحماية المسبقة:

-تجميد البويضات أو الأجنة قبل بدء العلاج الكيميائي.

-استشارة أخصائي خصوبة قبل بدء العلاج ضروري جدًا.

رابعًا: التأثيرات النفسية والاجتماعية لانقطاع الدورة

انقطاع الطمث المفاجئ قد يكون صادمًا للنساء في مقتبل العمر، وقد يؤدي إلى:

-اضطرابات في صورة الجسد.

-قلق واكتئاب.

-مشاكل جنسية ناتجة عن الجفاف المهبلي وفقدان الرغبة.

-شعور بالفقد للخصوبة والأنوثة.

🔸 الدعم النفسي والمتابعة مع مختصين في علم النفس ومجتمع الدعم النسوي أساسي لتحسين التكيف وجودة الحياة.

خامسًا: متابعة الدورة الشهرية خلال رحلة العلاج

-سجلي تواريخ الدورة بدقة.

-أخبري طبيبك بأي تغيرات في الدورة أو أعراض شبيهة بانقطاع الطمث.

-لا تفترضي أنك لا تستطيعين الحمل إذا انقطعت الدورة، فقد تبقى الخصوبة موجودة.

-تحدثي مع طبيبك المعالج حول الرغبة في الإنجاب لاحقًا.

🌟ختاما

الدورة الشهرية وسرطان الثدي مرتبطان بعلاقة معقدة. حيث أن خصائص الدورة قد تكون مؤشرات خطر للإصابة، في حين أن العلاجات المختلفة يمكن أن تؤثر بشدة على انتظام الدورة، الخصوبة، والتوازن الهرموني.

من الضروري اعتماد نهج طبي شامل يدمج بين علاج السرطان ومراعاة الصحة الإنجابية والنفسية. ويجب أن تُمنح كل مريضة الفرصة للمناقشة المبكرة مع الفريق الطبي حول تأثيرات العلاجات على الطمث والخصوبة، وطرق الوقاية والدعم المتاحة.

مع أطيب التمنيات للجميع بدوام الصحة والعافية ولكل المرضى بالشفاء العاجل

#العلاج الاشعاعي مطلب كل مريض سرطان في عدن

بقلم د.اماني صالح هادي سعيد

اخصائي علاج الاورام والعلاج بالاشعاع

المركز الوطني لعلاج الاورام -عدن

برج الاطباء -حي عبدالعزيز

مستشارة وحدة السياسات والدعم الفني بوزارة الصحة والسكان

مدير الادارة البيئة والاجتماعيه بوزارة الصحه والسكان (سابقا)

رئيسة وحدة التوعية الصحية في اليمن لمجلس العربي للاكاديميين والكفاءات

عضو عامل في اتحاد الجامعات الافرواسيوية