كيف نطالب بالجنوب …!! ونحن نبيعه كل يوم ؟

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 103 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
كيف نطالب بالجنوب …!! ونحن نبيعه كل يوم ؟

نحن الجنوبيون – أبناء الجنوب العربي – لا نُطالب بشيء ليس لنا، ولا نمد أيدينا إلا لما هو حقٌّ أصيل، مكتوب بدماء الشهداء، وممهورٌ بوثائق التاريخ، وشهادات الجغرافيا، وذاكرة الشعوب.

نبحث عن وطننا، لا لأننا نسينا ملامحه، بل لأن العالم قرر أن يتجاهله في دهاليز السياسة الدولية ومصالحها المتشابكة.

نبحث عن وطن، لأننا فقدناه فعلاً… لا بالمعنى الجغرافي، بل لأن من يحكمنا اليوم يتصرف بثرواتنا وكأنها ملكٌ خاص،

ينعم بخيراتها في قصوره، بينما نحن نموت جوعًا في بيوتنا.

نبحث عن وطن، لأننا نُحرم من خيرات أرضنا، ونُقصى من قرارنا، ونُعامل كضيوف في بلادٍ نحن أصحابها الأصليون.

نُستأذن في المطالبة بحقنا، ويُطلب منا أن نظهر الولاء لسلطة لا تحمينا، بل تبتزنا.

يُراد لنا أن نظل تحت وصاية من يملكون المال والنفوذ، بينما أرواح أبنائنا تُزهق في صمت، ولا تُذكر في تقاريرهم إلا كأرقام بلا أسماء.

نحن لسنا دعاة تفرقة، ولسنا عنصريين، بل نحن أصحاب قضية عادلة، نطالب باستعادة وطن، لا بانفصال عن واقع،

نُطالب بأن نعيش بكرامة، لا أن نُستعبد تحت شعارات الوحدة الزائفة، التي لم تزدنا إلا فقرًا وتهميشًا واغترابًا داخل أرضنا.

لكن، وبينما نصرخ في وجه الظلم، لا بد أن نُحاسب أنفسنا قبل أن نُحاسب غيرنا.

كيف نبحث عن وطن، ونحن عاجزون عن أداء واجباتنا الأساسية تجاهه؟

كم نسبة الشباب الجنوبي العاملين في قطاعات الزراعة؟ في الفنادق والمطاعم؟ في المهن الفنية والميكانيكية؟ في أعمال البناء والعقارات؟

أين نحن من سوق العمل؟

أين نحن من الإنتاج؟

أين نحن من الاعتماد على النفس؟

كيف نُطالب بوطن، ونحن نُسلّمه بأيدينا؟

نُقصّر في حقه، ثم نغضب حين يُدار من غيرنا!

نترك مؤسساتنا للغرباء، ثم نشتكي من هيمنتهم!

نُعطيهم القرار والاقتصاد والإدارة، ثم نصرخ من التبعية!

استعادة الوطن ليست فقط بتحرير الأرض، بل بتحرير الإرادة.

أن نكون فاعلين، لا متفرجين.

أن نبدأ من أصغر الصغائر: أن نستعيد تراثنا، ثقافتنا، لهجتنا، حرفنا، حرفيّينا، فلاحينا، وعمالنا.

أن نحفظ الذاكرة الجمعية، وننقلها لأبنائنا لا كحكاية قديمة، بل كمشروع حياة.

ليس عيبًا أن نزرع بيدينا، أن نشتغل بأدواتنا، أن نفتح مطاعمنا وفنادقنا وورشاتنا بأيدٍ جنوبية، وأن نُعيد بناء اقتصادنا من الصفر.

العيب أن نظل عالة على غيرنا، ثم نرفع شعارات السيادة.

إذا عشنا على غيرنا، سيظل الوطن مجرد حلم مؤجل.

أما إذا اعتمدنا على أنفسنا، فسيعرف العالم أن الجنوب لا يُستعاد بالهتاف فقط، بل بالعمل والتضحية والانتماء.

إن طريق استعادة الجنوب العربي لا يمر فقط من قاعات المؤتمرات والقرارات الدولية،

بل يبدأ من بيوتنا، من شوارعنا، من مدارسنا، من وعينا، من ثقتنا بأنفسنا.

من إيماننا العميق بأن الوطن لا يُوهب… بل يُنتزع بإرادة شعبٍ حي، لا يموت.

من: عبدالحميد السقلدي

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الزبيدي يضع شرطًا لمشاركة القوات الجنوبية في تحرير صنعاء

نيوز لاين | 588 قراءة 

باحث سعودي: المفاوضات تتسارع والانتقالي يقع في فخ حساباته

نيوز لاين | 540 قراءة 

محلل عسكري يكشف ورقة ضغط سياسية قد تُربك الحوثي والانتقالي

نيوز لاين | 468 قراءة 

اشتعال المعارك في مأرب اليمنية بين قوات الجيش و الحوثيين

يمن فويس | 419 قراءة 

تصريحات أصالة نصري عن اليمن تثير الجدل من جديد.. ماذا قالت؟

المشهد اليمني | 394 قراءة 

اليمن.. الرئيس يعلن أهم أولويات المرحلة

مراقبون برس | 305 قراءة 

عشبة القات تصل مكة المكرمة والقبض على مقيم بحوزته كمية كبيرة

يمن فويس | 298 قراءة 

ظهور وزير بالشرعية وهو نائم اثناء الاجتماع بعيدروس الزبيدي في عدن

كريتر سكاي | 267 قراءة 

عاجل : معارك ضارية جنوب مأرب.. الجيش الوطني يكسر هجومًا حوثيًا واسعًا ويكبّد المليشيات خسائر فادحة

يني يمن | 253 قراءة 

الكشف عن ترتيبات جديدة وتحريك فعلي للمسار السياسي في اليمن

نيوز لاين | 216 قراءة