الشيخ الذي مات واقفاً .. وصرخات أُمهِ تحت الركام

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 227 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الشيخ الذي مات واقفاً .. وصرخات أُمهِ تحت الركام

الشيخ الذي مات واقفاً .. وصرخات أُمهِ تحت الركام

قبل 5 دقيقة

في لحظات تختلط فيها الحقيقة بالرماد، ويتوارى الحق تحت أنقاض البيوت المفخخة، يولد المعنى الحقيقي للشهادة، وعلى طريقة الكبار استشهد الشيخ صالح حنتوس في مشهد يعكس أقصى درجات النبل، وأدنى درجات الانحطاط الإنساني، لم يمت رجلاً عادياً، بل ارتقى في منزله وهو يقف بشموخ التاريخ أمام رصاصات الغدر، حارساً لكرامة وطنه لا لكرامته الشخصية فقط

.

الشيخ حنتوس لم يكن فقط شيخ قبيلة، بل كان صوتاً عتيقاً من أصوات اليمن الجريح، ذلك اليمن الذي يرفض الركوع، ويعرف تماماً ما معنى أن تكون حراً ولو في وجه الموت، لم يكن يحمل بندقية الدولة، إنما حمل إرث الشرفاء، وسلاح الضمير الحي، حين أصبح الموت في سبيل الكرامة خياراً لا تراجع عنه.

المفارقة الصادمة أن من فجَّروا منزله لم يكتفوا بإراقة دمه ودماء من حوله، بل فعلوها وهم يرددون شعارات دينية، وكأن في القتل عبادة، وفي التخريب قربى إلى الله، تلك هي الطامة الكبرى، حين تصبح الطائفية ديناً، يصبح الإنسان وقوداً والوطن خراباً وتتحول البيوت إلى مقابر جماعية تتلوها التكبيرات.

أمه تلك العجوز التي أفنت عمرها وهي تُربي وتُعلم وتزرع القيم في قلوب أبنائها، صرخت من تحت الأنقاض، ليس لأن بيتها تدمر، بل لأنها رأت البلاد تُذبح، وسمعت صوت الموت يعلو فوق صوت الحياة، صرختها لم تجد صدى، لأن الصدى نفسه خائف من جدران الصمت التي تبنيها المليشيا بمدافعها وسجونها وفتاواها المسمومة.

المليشيا التي تحكم صنعاء اليوم ليست مجرد جماعة مسلحة، إنها مشروع موت مؤسس، طائفي النزعة، سادي في سلوكه، يعمل على تفكيك الهوية الوطنية وتحويل المواطن إلى تابع ذليل، هم لا يحكمون الناس، بل يحتقرونهم، ويخافون من كل صوت حر، ومن كل موقف نبيل، ولذا كان عليهم أن يُسكتوا صوت الشيخ حنتوس لأنه قال "لا" وواجه ودافع.

نحن لم نعرف الشيخ حنتوس من قبل، ربما لأنه لم يسعَ للشهرة أو لم يتصدر المشهد السياسي، لكننا عرفناه اليوم كما تُعرف الجبال بعد العاصفة، لا بصوتها، إنما بثباتها. عرفناه حين اختار أن يموت مرفوع الرأس في زمن الذل، عرفناه كما يُعرف الكبار بعد رحيلهم، ولهذا سيظل مقتله بهذه الطريقة عاراً يلاحق كل من خذله وتآمر عليه.

إن جريمة تفجير منزل الشيخ حنتوس ليست مجرد عمل انتقامي، بقدر ما هي رسالة تقول: لا نريد أحراراً بيننا، لكن الرسالة ارتدت على أصحابها، لأن الدماء التي سالت، كشفت الوجه الحقيقي لهذه الجماعة التي تُدمن الجريمة وتُدمن الكذب باسم الله.

ختاماً

يبدو أننا في حضرة مشهد يُعيد تعريف النضال، فالنضال ليس فقط في الخنادق، بل في أن تقول "لا" وأنت تعلم أن حياتك على المحك، الشيخ حنتوس قالها ومضى، لكن صوته لن يموت، لأن الأحرار لا يموتون حين يُقتلون، بل يبقون في وجدان التاريخ خالدون.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الاستعداد لصرف مرتبات جديدة للجيش والامن في عدن

كريتر سكاي | 392 قراءة 

بالتفاصيل: الجوازات السعودية تعلن الفئات الممنوعة نهائياً من تأشيرات الزيارة

نيوز لاين | 372 قراءة 

وصول تعزيزات عسكرية الى حضرموت

كريتر سكاي | 343 قراءة 

اختفاء ثلاثة قياديين بارزين من جماعة الحوثي، من بينهم المداني والحوثي.. هل اغتيلوا؟

المشهد اليمني | 340 قراءة 

قرار حاسم من عدن بشأن السفر إلى السعودية(وثيقة)

كريتر سكاي | 318 قراءة 

رئاسة الجمهورية تحذر الشعب من هذه الأمر الخطير.. تفاصيل!!

موقع الأول | 304 قراءة 

تركيا تعلن اعتقال 3 جواسيس لمخابرات أحدى الدول العربية.. وثيقة وتفاصيل مثيرة!!

موقع الأول | 264 قراءة 

انشقاق قائد حوثي يكشف عن أزمة داخلية حادة وانهيار ميداني

نافذة اليمن | 252 قراءة 

من دون كفيل أو عقد عمل.. السعودية تطلق إقامة مميزة لمدة 5 سنوات برسوم رمزية وامتيازات كبيرة

نيوز لاين | 226 قراءة 

تصاعد الخلافات بين العليمي ورئيس الحكومة بن بريك بسبب محاولات فرض وزراء دون توافق

الأمناء نت | 225 قراءة