يمن إيكو|تقرير:
عادت الجبهة اليمنية إلى واجهة مشهد التهديدات الأمنية الملحة التي تواجهها إسرائيل، بعد وقف إطلاق النار مع إيران، حيث واصلت قوات صنعاء مهاجمة العمق الإسرائيلي بالصواريخ والطائرات المسيرة متسببة بإرسال ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ وتعطيل مطار “بن غوريون” بشكل متكرر، الأمر الذي دفع بوزير الدفاع الإسرائيلي إلى التهديد باستهداف اليمن مجدداً.
وفي وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، أصدر المتحدث باسم قوات صنعاء، يحيى سريع، بياناً تابعه موقع “يمن إيكو” جاء فيه: “انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ ومجاهديه، ورداً على جريمةِ الإبادةِ الجماعيةِ التي يقترفُها العدوُّ الصهيونيُّ بحقِّ إخوانِنا في قطاعِ غزة، نفذتِ القوةُ الصاروخيةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً نوعيةً استهدفتْ مطارَ اللُّدِ في منطقةِ يافا المحتلةِ وذلك بصاروخٍ باليستيٍّ فرط صوتيٍّ نوع (فلسطين2) وقد حققَتِ العمليةُ هدفَهُا بنجاحٍ بفضلِ اللهِ، وتسببَت في هروبِ الملايينِ من قُطعانِ الصهاينةِ الغاصبينَ إلى الملاجئِ، وتوقفِ حركةِ المطارِ”.
وأضاف سريع أن “سلاح الجوِّ المُسيَّر في القوّاتِ المُسلَّحةِ اليمنيَّةِ نفذ ثلاثَ عمليّاتٍ عسكريَّةٍ استهدفتْ ثلاثةَ أهدافٍ حساسةً تابعةً للعدوِّ الإسرائيليِّ في مناطقَ يافا وعسقلانَ وأمِّ الرَّشراشِ في فلسطينَ المُحتلَّةِ وذلك بثلاثِ طائراتٍ مسيرة”، حسب ما جاء في البيان.
وقال: “إنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ، بالتوكُّلِ على اللهِ، وبالاعتمادِ عليهِ، تُواصلُ عملياتِها الإسناديةَ، رفضاً لجرائمِ الإبادةِ الجماعيةِ بحقِّ إخوانِنا في غزة، وتأكيداً على أنَّ هذه الأمةَ لن تتركَ واجباتِها تجاهَ الشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ”.
وتابع: “مستمرون حتى وقفِ العدوانِ على غزَّةَ، ورفعِ الحصارِ عنها”.
ودوّت صافرات الإنذار في مناطق واسعة وسط إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب والقدس والنقب، ما أجبر ملايين الإسرائيليين على الهروب إلى الملاجئ، بسبب الهجوم الصاروخي الذي زعم الجيش الإسرائيلي أنه حاول اعتراضه، ثم زعم لاحقاً أنه نجح في اعتراضه.
وتوقفت حركة الإقلاع والهبوط في مطار “بن غوريون” أثناء إطلاق الإنذارات بسبب الهجوم.
ويوم السبت الماضي، أعلنت قوات صنعاء عن ضرب ما وصفته بـ”هدف حساس” في منطقة بئر السبع، بصاروخ باليستي، بالإضافة إلى استهداف مواقع أخرى بصواريخ وطائرات مسيرة.
وعبر السفير الأمريكي في إسرائيل، مايك هكابي، عن إحباطه بسبب استمرار تهديد الصواريخ والطائرات المسيرة التي تطلقها قوات صنعاء بعد وقف إطلاق النار مع إيران.
وكتب هكابي، مساء أمس، تدوينة على منصة إكس، رصدها موقع “يمن إيكو”: “ظننا أننا انتهينا من الصواريخ التي تصل إلى إسرائيل، لكن الحوثيين أطلقوا صاروخاً علينا في إسرائيل.. لحسن الحظ، نظام الاعتراض الإسرائيلي يسمح لنا بالذهاب إلى الملاجئ والانتظار”.
وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، باستهداف اليمن مجدداً، حيث كتب أمس في تدوينة رصدها موقع “يمن إيكو” على منصة إكس: “قانون اليمن هو نفسه قانون طهران، وبعد أن نضرب رأس الأفعى في طهران، سنضرب ذيل الأفعى في اليمن أيضاً.. ومن يرفع يده على إسرائيل تُقطع يده”.
وانضم السفير الأمريكي إلى كاتس في لهجة التهديد قائلاً إن “قاذفات (بي-2) الأمريكية ربما تحتاج إلى زيارة اليمن”.
يشار إلى أن قاذفات (بي-2) الأمريكية قد نفذت عدة هجمات في اليمن أثناء الحملة التي شنتها إدارة ترامب، لكن ذلك لم يؤد إلى إيقاف العمليات العسكرية لقوات صنعاء أو تدمير قدراتها، وفقاً لتقييمات الاستخبارات الأمريكية نفسها.
ونفذت إسرائيل عدة جولات من الغارات على اليمن، لكنها لم توقف هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة التي تطلقها قوات صنعاء على العمق الإسرائيلي.
وخلال الفترات الماضية كانت هناك تقييمات في إسرائيل بأن استهداف إيران هو ما سيوقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة من اليمن، لكن ذلك لم يحدث.
وهذا الأسبوع قال داني سيترينوفيتش، المسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والمحلل البارز في معهد أبحاث الأمن القومي بتل أبيب إنه “من الواضح أن تأثير إيران على عملية صنع القرار لدى الحوثيين محدود، وأن لديهم اعتبارات مستقلة لمواصلة إطلاق الصواريخ”، معتبراً أن الهجمات الأخيرة تشكل “دليلاً على أن استهداف إيران لا يكفي لوقف إطلاق الصواريخ من اليمن”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news