كشفت مصادر دفاعية وأمنية لمنصة «ديفانس لاين» عن قيام إيران بتزويد جماعة الحوثيين بمواد خطرة وأساسية تُستخدم في تصنيع الصواريخ الباليستية وتحضير الوقود الصلب، في ظل تقارير استخبارية تؤكد حيازة الجماعة، المصنفة كمنظمة إرهابية، لأسلحة كيميائية ومواد مشعة ومعدات حيوية تدخل في التصنيع العسكري.
وتأتي هذه التطورات في وقت رفعت فيه طهران، بحسب تقارير، من حجم استثماراتها في الجماعة الحوثية، خاصة عقب الضربات الإسرائيلية التي استهدفت إيران وأذرعها في كل من لبنان وسوريا وفلسطين والعراق.
منذ نوفمبر 2023، أعلنت جماعة الحوثي إطلاق مئات الصواريخ الباليستية ضمن ما أسمته "معركة الإسناد للمقاومة في فلسطين"، متعهدة بمواصلة استهداف السفن الدولية وإسرائيل، وفرض حظر على عبور الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي.
كثافة هذه الهجمات أثارت تساؤلات واسعة بشأن حجم الترسانة الحوثية وقدرات الجماعة التشغيلية، في ظل تقارير عن نقل تقنيات ومعدات متقدمة من إيران، تشمل مواد ومكائن وقطعاً حيوية لإنتاج وقود الصواريخ وبعض الرؤوس الحربية.
ووفقاً لمعلومات «ديفانس لاين»، حصل الحوثيون على غلايات ومعدات أساسية تستخدم في تحضير المواد الداخلة في صناعة وقود الصواريخ وصهر المواد الكيميائية الحساسة، بعضها وصلت من إيران مباشرة أو عبر وسطاء.
وعلى غرار التجربة الإيرانية، تركز جماعة الحوثي جهودها في السنوات الأخيرة على تطوير صواريخ متوسطة المدى (بين 1000 و3000 كيلومتر) تعمل بالوقود الصلب، لما يوفره هذا النوع من الذخائر من سهولة في التصنيع والتخزين وسرعة في التجهيز، مقارنة بصواريخ الوقود السائل الأعلى كلفة، ما يمنح الحوثيين قدرة تشغيلية مستدامة وفعالة.
يقول مصدر دفاعي لـ«ديفانس لاين» إن الجماعة قد تمتلك خلاطات خاصة لإنتاج الوقود الصلب عبر مزج مادتي نترات الأمونيوم والألمنيوم، مرجحاً أن تكون إيران قد نقلت هذه التكنولوجيا في إطار خطط إقليمية لمواجهة الضغوط الأميركية والهجمات الإسرائيلية.
ويواصل الحوثيون تبني خطاب تصعيدي، مهددين باستهداف حركة الملاحة الدولية والقواعد والمصالح الأميركية والأجنبية في المنطقة، متفاخرين بما يسمونه "قوة ردع" وامتلاكهم مخزوناً كافياً من الصواريخ والأصول الاستراتيجية.
ويتوقع أن يؤدي امتلاك هذه القدرات إلى رفع كفاءة الجماعة في التصنيع العسكري، وزيادة قدراتها الإنتاجية للذخائر الصاروخية، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي والدولي.
مجسمات صواريخ عرضها الحوثيون في فعالية طلابية
تشير تقارير استخباراتية إلى وصول شحنات كبيرة من المواد الكيميائية اللازمة لإنتاج الوقود الصاروخي، بما في ذلك "نترات الأمونيوم" و"بيركلورات الصوديوم"، وصلت الجماعة على فترات متباعدة.
ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، سعت طهران مؤخراً لإبرام صفقة مع شركة صينية لتأمين شحنات ضخمة من نترات الأمونيوم، نقل جزء منها عبر ميناء بندر عباس تحت إشراف منظمة البحوث والاكتفاء الذاتي التابعة للحرس الثوري الإيراني.
وسبق أن أعلنت البحرية الأميركية، في نوفمبر 2022، اعتراض سفينة في خليج عُمان تحمل أكثر من 70 طناً من نترات الأمونيوم، يُعتقد أنها كانت في طريقها إلى الحوثيين، كما ضبطت شحنة مماثلة في ميناء عدن عام 2020، ما يشير إلى استمرار تدفق الإمدادات الإيرانية.
في سياق متصل، كشفت تقارير دولية عن محاولات لتهريب مكونات خلايا الوقود الهيدروجينية إلى الحوثيين، والتي تستخدم في تطوير الطائرات المُسيّرة.
وكانت قوات بحرية يمنية قد ضبطت شحنة في البحر الأحمر متجهة إلى الحوثيين، تضمنت أجزاء من ن
ظام خلية وقود الهيدروجين صنعت في الصين
، تم تعبئتها في خزانات مضغوطة كتب عليها بيانات مزورة باعتبارها أسطوانات أكسجين.
وشملت الشحنة أيضاً صواريخ مدفعية موجهة، ومحركات صغيرة أوروبية الصنع لتشغيل صواريخ كروز، ورادارات، وأجهزة تتبع للسفن، إلى جانب مئات الطائرات التجارية المسيّرة، ما يعكس مدى تعقيد وتعاظم المنظومة العسكرية التي تسعى الجماعة لتطويرها بدعم مباشر من إيران.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news