قشن برس- الغيضة
تشهد قوات “درع الوطن” المدعومة سعوديًا أزمة حادة في محافظة المهرة، حيث تواجه إقبالًا ضعيفًا من الشباب المحلي على الالتحاق بدوراتها التدريبية، رغم الحملات الإعلامية المكثفة التي سبقت انطلاق الدورة الثانية في قشن.
ولجأت قيادة هذه القوات إلى إصدار إنذار صارم للمتخلفين عن الحضور، يتضمن تهديدات بالفصل وقطع الرواتب، في مؤشر واضح على فشل المشروع في كسب ثقة المجتمع المهري الذي ينظر إليه بشكوك كبيرة.
وتشير دراسات حديثة إلى أن هذه القوات تحولت من أداة تدعي دعم الشرعية إلى عامل رئيسي في تفكيك الدولة اليمنية، ضمن استراتيجية سعودية تهدف للسيطرة على الموارد الطبيعية وإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية للمنطقة.
ويعود تأسيس “درع الوطن” إلى أواخر عام 2019 كرد فعل على هجمات الحوثيين التي استهدفت منشآت نفطية سعودية، بينما بدأ تشكيلها الفعلي مطلع 2022 بدعم مباشر من الرياض لمواجهة النفوذ الإماراتي المتنامي عبر “ألوية العمالقة”.
وتضم هذه القوات وفق الوثائق ما بين 16 إلى 20 ألف عنصر موزعين على 8 ألوية عسكرية، تتمركز في مناطق النفط والغاز بمحافظات حضرموت وشبوة والمهرة، إضافة إلى أبين ولحج وعدن، بتمويل سنوي يتجاوز 200 مليون دولار.
ويتم تدريب العناصر في معسكرات الوديعة تحت إشراف ضباط سعوديين، فيما يقودها الشيخ بشير الصبيحي وسط اتهامات بتوظيف الخطاب الطائفي، بينما تقدم رواتب تصل إلى 400 دولار شهريًا مقابل 30 دولارًا فقط في الجيش اليمني، ما تسبب في هجرة جماعية من المؤسسة العسكرية النظامية.
وتستهدف القوات بحسب الدراسات السيطرة على المواقع الاستراتيجية كحقل المسيلة النفطي في حضرموت ومنفذ نشطون في المهرة، عبر تجنيد عناصر قبلية وتوزيع مساعدات إنسانية، في وقت تتهم فيه بمحاولة شراء الذمم وخلق ولاءات موازية.
ويأتي الرفض الشعبي في المهرة كرسالة واضحة ضد المشاريع الخارجية التي تهدد وحدة البلاد، حيث يرى المحليون أن هذه القوات تمثل أدوات لتنفيذ أجندات إقليمية لا تخدم مصالح اليمنيين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news