وضعت الجولة الأولى من الحرب الإيرانية الإسرائيلية أوزارها بطريقة دراماتيكية غير متوقعة. لم يعلن أي من طرفي الصراع وقف إطلاق النار، بل تسيد المشهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معلناً نفسه ناطقًا رسميًا لتلك الجولة ومعلنًا إيقافها.
مشهد مربك للمتابع، يجعله يتساءل: هل أنا أمام ترامب الرئيس أم أمام قسيس في الكنيسة؟ مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أعلن كل طرف من طرفي الصراع انتصاره، وحدد برنامجه الاحتفالي.
الحرب التي استمرت 12 يومًا، بدأت بضربة جوية إسرائيلية، وردت إيران بصواريخها الباليستية. اختفى المرشد، وسقطت رؤوس من القيادة العسكرية، وبالمثل اختفى الشعب الإسرائيلي من على اليابسة إلى ملاجئ تحت الأرض.
المفاعل النووي الذي كان عنوان قيام الحرب، حسم أمره قاذفات البابا ترامب قبل يوم واحد من إعلان انتهاء الحرب.
من ثنايا هذا الصراع، تبرز أسئلة لم تجد إجابة، وأهمها: على ماذا استند كل طرف ليعلن أنه المنتصر؟ إذا أخذنا أولاً الجانب الإسرائيلي، شن الحرب للقضاء على البرنامج النووي الإيراني وتغيير نظام الحكم في إيران، واضعًا حساباته على تفوقه الجوي، إلا أنه لم يحقق ما ذهب إليه.
ما تحقق من دمار لبرنامج إيران جاء نتاجًا لتدخل ترامب وقاذفاته، مع عدم وضوح الرؤية لمدى الأضرار التي لحقت به. بالمقابل، فشلت القبة الحديدية من تحقيق الأمان لشعبها، ودخلت في حرب استنزاف لولا إعلان ترامب بوقف إطلاق النار.
الطرف الآخر، إيران، خسرت العشرات من مقاتليها وعددا غير قليل من قيادات جيشها، وتعثر حلم عقود من الزمن بامتلاك القنبلة النووية، برنامج أنفقت عليه مليارات من قوت الشعب الإيراني.
أيًا من الطرفين لم يحقق النصر على الآخر. المنتصر القديس الرئيس ترامب، الذي أعلن وقف إطلاق النار، وبرهن على أنه القوة الحقيقية في المنطقة.
من: سالم الدياني
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news