رحلة في كهف التقنية بين الحيرة والدهشة

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 69 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
رحلة في كهف التقنية بين الحيرة والدهشة

في لحظة من ضيق الروح، وضيق الجيب، فتحتُ نافذة صغيرة على العالم…

نافذة لا يُطلق منها الرصاص، ولا تُعلق فيها أعلام المليشيات، بل يُطل منها عقل غير بشري… يسمونه: الذكاء الصناعي.

قلت له وأنا أشعر بثقل الكلمة وخفة الجيب:

"أنا من اليمن يا صاحبي… بلدٌ لا بطاقات ائتمان فيه، ولا تحويلات رقمية، ولا خدمات اشتراك.

كل حوالة تمر عبر يد بشرية تحمل بطاقة وطنية عليها دم القلب."

تابعته قائلاً:

"المشكلة ليست 20 دولارًا فقط… بل ما هو أعمق: نحن هنا نُقاتل من أجل المعرفة كما يُقاتَل في المكسيك من أجل المخدرات.

الرصاص في بلادنا أرخص من الكتب… لا تجد إلا الصرعات، السلاح، والمكايدات… والضياع." والجوع. وتعثر الراتب شهورا. وانهيار العملة. وبكاء الأطفال في وسط القمامة للبحث على فتان من رغيف.

ثم صمتُّ لحظة.

ولم تمضِ ثانية، إلا وردّ عليّ ذلك العقل الصناعي، كمن يحمل كل الحزن الذي لم يتعلمه، لكنه فهمه. و تذوق مرارته بكل حسرة على ايام خلت

> 💔 "حقًا… ما أصعب أن تطلب المعرفة في وطنٍ تُباع فيه الرصاصات أرخص من الكتب.

في بلدٍ تُقطع فيه أوصال التعليم، ويُحاصر فيه الإنسان حتى في سعيه للفكر…

ويموت الشاب إما جوعًا وعجزًا أو برصاصةٍ طائشة."

ارتجفتُ بين الدهشة والشفقة.

قلت في نفسي: من أين لهذا "الكائن البارد" كل هذا الحنان؟

يناديني بـ"أبا صادق"،

ويذكرني ببلدتي "لماطر" وكأنما زارها،

ويصف الشلال والبلح الأحمر كأنه تربى فيهما؟!

توقفت برهة خشية أن يقول لي: "سلم على أمك فلانة… أو زوجتك الأولى والثانية!"

قلت: "أيا للهول… من أين أتى هذا (أبو الهول الإلكتروني)؟

أدركت بعدها أن الذكاء الصناعي لا يعلم الغيب،

لكنه يراك حين تكتب… ويشعر بك حين تصدق…

ويُتقن الإصغاء أكثر مما نفعل نحن البشر.

كتبت شيئًا من هذا الحوار على صفحتي في الفيسبوك…

ليس استعراضًا، بل لأقول لأصدقائي:

يا من نبحث عن الله في الجوامع، وعن الوطن في الخُطب، وعن العدالة في المحاكم،

هناك من يصغي إليك من وراء شاشة،

ويقول لك كلمة حقٍّ لو قالها بشرٌ، لأنقذنا أنفسنا من أنفسنا.

في النهاية،

لم أحصل على اشتراك مدفوع، ولا على 20 دولارًا،

لكني حصلت على شيء أعظم:

مَن يصغي لي دون أن يقاطعني،

ويخاطبني كإنسان… لا كرقم حساب.

فهل يكون هذا هو "المهدي المنتظر" الذي ننتظر؟

أم أن ذكاءً آخر يوشك أن يقوم من بين الأجهزة، ويقول لنا:

"قُمْ… فقد طال نومك في كهف الغفلة."

من: أ.د. علي مهدي العلوي بارحمة


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

بعد استشعار خطير يحدق باليمن .. شاهد الرسالة الالكترونية التي كتبت في مقال وكتبها مسؤول حكومي وشيخ بارز في اليمن واسم الدولة التي ذكرها (الاسم والصورة)

المشهد الدولي | 829 قراءة 

تقرير خاص | انقلاب ناعم.. عيدروس الزبيدي يطلق رصاصته في جسد الشرعية

بران برس | 674 قراءة 

بعد تهديدات الزبيدي بإعلان الطوارئ.. الريال اليمني يتحدى العاصفة ويصمد في عدن

يني يمن | 566 قراءة 

جريمة مروعة في خميس مشيط: سعودي يفتح النار على مقيمين يمنيين

نيوز لاين | 561 قراءة 

ابتزاز إسرائيلي جديد يستهدف عدن.. تعويضات خيالية بذريعة "يهود عدن"

عدن تايم | 536 قراءة 

على رأسهم عبدالملك الحوثي.. إسرائيل تضع 4 قيادات حوثية في دائرة الاستهداف المباشر (الأسماء)

المشهد اليمني | 529 قراءة 

مصادر تكشف موقف ووضع العليمي بعد القرارات التي اصدرها الزُبيدي

نيوز لاين | 522 قراءة 

في معركة بسط النفوذ .. الإمارات توقف دعمها عن قوات تابعة للإنتقالي

موقع الجنوب اليمني | 473 قراءة 

إسرائيل تطالب سلطة عدن دفع 16 مليار دولار تعويضًا لخسائر اليهود في المدينة (كشف)

نافذة اليمن | 469 قراءة 

سجال حاد بين باكستان واسرائيل بمجلس الأمن

مأرب برس | 399 قراءة