يمن إيكو|تقرير:
أوقفت إسرائيل وإيران إطلاق النار، اليوم الثلاثاء، بعد 12 يوماً من القتال العنيف اختتم بضربة إيرانية عنيفة على إسرائيل، وهجوم إسرائيلي “استعراضي” على إيران، وسط ترقب حذر، وتركيز كبير على عجز إسرائيل والولايات المتحدة عن تحقيق الأهداف المحددة والمعلنة في هذه الجولة التي يبدو أنها لن تكون الأخيرة في الصراع مع إيران.
وقف إطلاق النار تم الإعلان عنه مبكراً من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال إن هذه الحرب “كان من الممكن أن تستمر لسنوات وتدمر الشرق الأوسط بأكمله”، وأطلق عليها اسم “حرب الـ12 يوماً”.
وزعم ترامب أن إيران ستبدأ بوقف إطلاق النار من جانبها فقط لمدة 12 ساعة ثم تقوم إسرائيل بذلك، لكن ذلك لم يحدث فبعد دخول موعد وقف الحرب، قامت إسرائيل بشن هجمات على العاصمة الإيرانية طهران، وردت الأخيرة بشن هجوم عنيف على إسرائيل أسفر عن تدمير مبانٍ في بئر السبع ومقتل 4 أشخاص وإصابة 26 آخرين، حسب الإعلام الإسرائيلي.
وتوعد رئيس الأركان الإسرائيلي بعدها بقصف إيران، لكن ترامب نصح إسرائيل بعدم فعل ذلك، لأنه سيكون “انتهاكاً جسيماً” وطالب الطيارين الإسرائيليين بالعودة، قبل أن يقول إنهم “سيلقون تحية ودية” أخيرة على إيران، في إشارة إلى هجوم شكلي استهداف أرضاً خالية في طهران، بغرض إظهار أن إسرائيل هاجمت حتى النهاية، لكن صور الهجوم الإيراني على بئر السبع كان هو الأكثر حضوراً في المشهد باعتباره “الطلقة الأخيرة”.
وجاء وقف إطلاق النار بعد هجوم غير مسبوق نفذته إيران على قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر، رداً على الغارات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، وهو ما مثل مؤشراً خطيراً على احتمال اتساع رقعة الصراع في المنطقة.
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن بلاده ستلتزم بوقف إطلاق النار طالما التزمت إسرائيل.
وأثار وقف إطلاق النار أسئلة كثيرة عن نتائج الحرب، خصوصاً فيما يتعلق بالأهداف الرئيسية التي وضعتها إسرائيل والولايات المتحدة للهجوم على إيران والمتمثلة بتدمير البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل وتغيير النظام الإيراني وتدمير قدرته الصاروخية، وإجبار طهران على اللجوء إلى المفاوضات في إطار “استسلام غير مشروط” حسب تعبير ترامب، وهي أمور لم يتم تحقيقها أو حتى الاقتراب من ذلك.
تشير غالبية التقييمات، بما في ذلك تقييمات مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، إلى أن المنشآت النووية الإيرانية لم تدمر بالكامل، وأن إيران نقلت المعدات والمواد النووية قبل استهداف المنشآت، وبالتالي فإن البرنامج النووي الإيراني لا يزال قائماً.
وبرغم الدعوات التي وجهها “نتنياهو” للشعب الإيراني من أجل الثورة ضد النظام واستغلال الحرب الإسرائيلية التي ترافقت مع تحرك خلايا في الداخل الإيراني لتنفيذ عمليات ضد مؤسسات إيرانية، فإن هدف “تغيير النظام” كان من أول الأهداف سقوطاً في هذه المواجهة، إذ أبدت الحكومة الإيرانية تماسكاً كبيراً بل وحظيت بتأييد شعبي واضح لموقفها.
وبرغم ادعاء إسرائيل بتدمير ثلث منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، فإن الهجمات الصاروخية المستمرة التي شنتها إيران على إسرائيل، والتي تضمنت في الأيام الأخيرة إطلاق صواريخ متعددة الرؤوس وشديدة الانفجار للمرة الأولى، بالإضافة إلى مشاهد الدمار الكبير في المدن الإسرائيلية بسبب تلك الهجمات، قوضت الادعاءات الإسرائيلية وجعلتها بلا معنى.
وفيما فشلت الولايات المتحدة وإسرائيل في تحقيق أيٍّ من أهدافهما المعلنة، فقد استطاعت إيران أن تسجل العديد من النقاط، مثل توجيه أكبر هجمات صاروخية على العمق الإسرائيلي في التاريخ، وضرب قائمة طويلة من الأهداف الحساسة المتنوعة التي شملت منشآت حيوية واقتصادية وأمنية واستخباراتية، وإحداث دمار واسع تسبب بنزوح قرابة 10 آلاف إسرائيلي في أقل من أسبوعين، بالإضافة إلى استهداف قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر للمرة الأولى، واختبار حدود الدفاعات والقدرات الهجومية الإسرائيلية بشكل غير مسبوق، وهي نقاط تعني أن إيران ستخوض أي جولة قادمة في الصراع من موقع أكثر تقدماً مما كانت عليه قبل هذه الجولة.
وبسبب عدم تحقق الأهداف الإسرائيلية والأمريكية، ساد إجماع واسع بين المراقبين على أن وقف إطلاق النار الحالي ليس نهاية الصراع بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، وأن الأخيرتين ستعيدان النظر في تقديراتهما التي أثبتت خطأها في هذه الجولة من أجل تحسين الأداء في جولة قادمة قد لا تكون بعيدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news