يمن إيكو|أخبار:
كشفت صحيفة كالكاليست العبرية عن تصاعد التكاليف الاقتصادية لحرب إسرائيل مع إيران، والتي باتت تُمثل عبئاً ثقيلاً على الموازنة العامة للحكومة الإسرائيلية، ووفقاً للتقديرات الرسمية وشبه الرسمية، بلغت نفقات الحملة الأمنية حتى الآن نحو 15 مليار شيكل، فيما يُتوقع أن تُخصص 5 مليارات شيكل إضافية لتعويض الأضرار الناجمة عن الهجمات الصاروخية ضمن صندوق التعويضات.
عجز متصاعد وتجاوزات متكررة
وقالت صحيفة كالكاليست العبرية، في تقرير نشرته اليوم الإثنين، ورصده “يمن إيكو”، إن معطيات وزارة المالية والمكتب المركزي للإحصاء تشير إلى أن عجز الموازنة تجاوز في السنوات الثلاث الأخيرة النسب المعلنة، مع بلوغه فعلياً 8.3% في 2024، رغم الإعلان الرسمي عن 6.9%، وتُقدّر الأسواق الآن أن عجز 2025 سيتجاوز 6% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يفوق بكثير السقف المعلن البالغ 4.9%.
وفي تعديل حاد، رفع بنك جي بي مورجان تشيس توقعاته لعجز موازنة إسرائيل لعام 2025 إلى 6.2% من الناتج المحلي الإجمالي، أي ما يعادل أكثر من 25 مليار شيكل إضافي على العجز المتوقع، موضحاً أن التراجع في الإيرادات الضريبية، بجانب الزيادة المتسارعة في الإنفاق الدفاعي، يدفعان بالعجز نحو مستويات غير مسبوقة، حسب تقرير الصحيفة.
صندوق التعويضات: رصيدٌ يكاد يُستنزف
وأضاف التقرير أنه رغم ضخ 100% من ضريبة الشراء لتمويل صندوق تعويضات الأضرار، إلا أن الحرب استنزفت نحو 5 مليارات شيكل حتى الآن، ورغم بقاء ما بين 9 و10 مليارات شيكل في الصندوق، تشير التوقعات إلى ضرورة ضخ 5 مليارات أخرى بنهاية العام لضمان الاستقرار المالي للصندوق، مع تحذيرات من استنزافه في حال استمرار الحرب.
تفاصيل التكلفة: الهجوم والدفاع
ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري والمالي رام عمينوح، أنه قدّر إجمالي التكلفة الحالية بين 15 و16 مليار شيكل، موزعة بين عمليات هجومية ودفاعية:
الهجوم الجوي:
1500 طلعة جوية.
متوسط تكلفة التسلح: 500 ألف دولار لكل طلعة.
ساعات طيران: 25 ألف دولار للساعة.
إجمالي تكلفة الهجوم: قرابة 9 مليارات شيكل.
الدفاع الصاروخي:
تكلفة صاروخ “حيتس 3” الاعتراضي: 10 ملايين شيكل.
تنفيذ 300 عملية اعتراض بتكلفة تُقارب 3 مليارات شيكل.
القوى العاملة العسكرية:
قيادة الجبهة الداخلية.
تكلفة تقدر بـ 100 مليون شيكل يومياً.
خلال 10 أيام: مليار شيكل
وبذلك، فإن إجمالي التكاليف العسكرية المباشرة تتجاوز 13 مليار شيكل، بدون احتساب البنود غير المُعلنة، أو تكاليف الطوارئ الأخرى، أو التأثيرات بعيدة المدى على الاقتصاد، وفق الصحيفة الإسرائيلية.
توقعات واستنتاجات
وأشارت الصحيفة إلى أنه فيما تُصر وزارة المالية على عدم الحاجة لتعديل سقف العجز، فإن الواقع المالي يعكس ضغطاً متصاعداً على المالية العامة، وسط تراجع الإيرادات، واستنفاد كامل الاحتياطي الحكومي تقريباً، وفي حال امتداد الحرب فإن التكلفة قد تقفز إلى مستويات تفوق قدرات التمويل التقليدية، ما يهدد بتبعات اقتصادية خطيرة على المدى المتوسط.
وتقف إسرائيل أمام معضلة اقتصادية لا تقل خطورة عن أبعاد المواجهة العسكرية، وسط تساؤلات متزايدة حول جدوى الاستمرار في الحرب، بدون استراتيجية واضحة للتمويل أو الخروج.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news