يافع نيوز -العين
منذ سنوات، تتوالى حوادث التسرّب النفطي من السفن المتهالكة الجانحة في خليج عدن؛ في كارثة صامتة تلقي بظلالها على الحياة البحرية في عدن.
وأبلغ شهود عيان، ، عن حدوث تلوث نفطي واسع وجديد في عدد من السواحل الغربية لمدينة عدن، شملت مناطق مديرية البريقة، الحسوة، وساحل مدينة الشعب؛ ما أثار حالةً من القلق في أوساط السكان.
وذكر عدد من رواد الشواطئ أن بقعًا سوداء كثيفة غطّت مساحاتٍ واسعة من مياه البحر، مصحوبةً بروائح نفطية نفّاذة في مشهد وصفوه بـ”المرعب”.
وأكدوا أن التلوث طال رمال الشواطئ، وتسبب بنفوق بعض الكائنات البحرية، وسط غيابٍ تام لأي استجابة من الجهات المختصة.
وطالب مواطنون بسرعة تدخل الجهات البيئية والسلطات المحلية لتقييم حجم الكارثة، والقيام بإجراءاتٍ سريعة لحماية البيئة البحرية وصحة السكان، خاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة وكثافة الإقبال على السواحل في فصل الصيف.
أسباب التسرب
وفي أول تعليقٍ من الخبراء البيئيين على الواقعة، أرجع الباحث المتخصص بشؤون الصيادين والحياة البحرية في خليج عدن، رشيدي محمود، سبب ظهور تسرب الزيت على ساحل منطقة الحسوة بمديرية البريقة إلى جنوح إحدى السفن الراسية في منطقةٍ بحرية ضمن نطاق ميناء السفن، وتعرف بمنطقة (BRAKE WATER).
وقال رشيدي لـ”العين الإخبارية” إن “موقع تلك السفينة يقع قبالة ساحل الحسوة، وهذه السفينة تعرضت للغرق من الجزء الخلفي لها، وهو الجزء الذي تقع فيه قمرة القيادة والمحرك، وهو الجزء الأثقل في السفينة”.
وأضاف: “تسربت مياه البحر إلى داخل هذه السفينة من جهة المحرك نتيجة تآكلها بسبب الصدى، وحدوث تشققات في هيكلها الخارجي، وهو الأمر الذي أدى إلى تعرضها للغرق، واختلاط الزيت مع مياه البحر”.
وتابع: “كما عملت الأمواج المرتفعة المصاحبة لموسم الرياح الجنوبية الغربية على سحب الزيت المختلط بمياه البحر من قمرة المحرك إلى خارج السفينة، وبعد ذلك تحرك الزيت نحو ساحل الحسوة بسبب حركة أمواج البحر القادمة من الجهة الجنوبية والمتجهة نحو البحر .
تلوث بحري
وواصل الباحث في شؤون الحياة البحرية رشيدي محمود حديثه بالإشارة إلى أن مثل هذه الحوادث، تندرج ضمن ما يعرف بالتلوث البحري الناجم عن تسرب النفط، لافتًا إلى أن هذه الحوادث، قد تكررت في السنوات الماضية نتيجة وجود العديد من السفن الجانحة قبالة ساحل الحسوة.
وأوضح أن بعضًا من تلك السفن صارت شبه خالية من الوقود؛ نتيجة تسربها مع مرور الوقت، وبما أن هناك سفن عدة لم تتعرض للغرق بعد؛ فأمر كهذا يجعلنا أمام كارثةٍ بيئيةٍ بحرية ستحدث وتتكرر عامًا بعد آخر في مثل هذه الأشهر من السنة؛ بسبب الرياح الجنوبية الغربية.
واختتم الباحث حديثه بالتحذير من التبعات الكارثية للتسريبات النفطية على الحياة والبيئة البحرية والأسماك والكائنات الحية الأخرى.
يشار إلى أن عدن شهدت خلال السنوات الأخيرة، حوادث مشابهة من التلوث البحري الناتجة عن تسربات أو مخلفات السفن المتهالكة الجانحة في البحر، دون معالجات جذرية، وسط تحذيرات مستمرة من استمرار هذا الإهمال الذي يهدد الحياة البحرية في المحافظة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news