جددت إيران موقفها الرافض للتراجع عن برنامجها النووي، مؤكدةً تمسكها بتخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، في ظل تصاعد التوترات مع إسرائيل واستمرار العمليات العسكرية المتبادلة بين الطرفين، التي تدخل أسبوعها الثاني دون مؤشرات على التهدئة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الإيرانية، ماجد فرحاني، في تصريحات أدلى بها لشبكة "سي إن إن" الأميركية، يوم الجمعة، إن بلاده "لن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم"، مشيراً إلى أن البرنامج النووي الإيراني "موجه لأغراض سلمية بحتة". وأوضح فرحاني أن إيران "قد تقدم بعض التنازلات"، دون أن يوضح طبيعة هذه التنازلات أو شروطها.
وفي لهجة حادة تجاه الإدارة الأميركية، اعتبر فرحاني أن "الولايات المتحدة قادرة على إنهاء الصراع مع إيران بمكالمة واحدة لإسرائيل"، في إشارة إلى إمكانية واشنطن الضغط على حليفتها لوقف الهجمات ضد الأراضي الإيرانية والمنشآت النووية.
وأضاف المسؤول الإيراني أن "استئناف المفاوضات مع طهران أمر ممكن وسهل، شريطة أن يأمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إسرائيل بوقف هجماتها"، مشدداً على أن استمرار الضربات الإسرائيلية "يجعل أي محادثات مستحيلة".
وتأتي تصريحات فرحاني بالتزامن مع موقف مماثل أعرب عنه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، حيث وصف الهجوم الإسرائيلي بأنه "خيانة للدبلوماسية"، واعتبر أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية يشكل "جريمة حرب خطيرة" تستدعي تحركاً دولياً عاجلاً.
وعقب كلمته، أجرى عراقجي محادثات مع نظرائه الأوروبيين في جنيف، تناولت مستقبل البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين، وسط دعوات أوروبية لخفض التصعيد وتغليب لغة الحوار.
ميدانياً، تتواصل الحرب بين إسرائيل وإيران لليوم الثامن على التوالي، في تصعيد غير مسبوق يُنذر بتوسّع رقعة الصراع في المنطقة، ويثير قلقاً واسعاً في الأوساط الدولية من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة شاملة.
ويُعد هذا التصعيد الأخير من أخطر المحطات في تاريخ التوترات بين الجانبين، وسط مخاوف من أن يؤدي استمرار الغارات المتبادلة إلى انهيار ما تبقى من جهود الوساطة الدولية لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news