حصن اللسي بذمار.. بناه الأتراك وتحول إلى موقع الإرسال الهاتفي (تقرير)

     
الموقع بوست             عدد المشاهدات : 138 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حصن اللسي بذمار.. بناه الأتراك وتحول إلى موقع الإرسال الهاتفي (تقرير)

يبعد جبل "اللسي" عن مدينة ذمار بنحو 13 كم، ويرتفع عن مستوى سطح البحر بحوالي (2834م)، ويتبع إداريًا مديرية ميفعة عنس بمحافظة ذمار.

 

تقف في قمة الجبل بقايا حصن قديم، بشموخ وكبرياء وسردية طويلة من ذكريات الحرب والسلم والملاحم التاريخية التي كان شاهدًا عليها لعقود طويلة.

 

كان الجبل واحدًا من أهم الجبال التي يُستخرج منها مادة الكبريت في اليمن، واستعان به الموالون للأئمة الزيديين لاستخراج الكبريت المستخدم في الذخائر في حروبهم ضد الولاة العثمانيين.

 

حتى حكم الوالي العثماني محمد باشا (1025-1031هـ / 1616-1622م) الذي أمر بإنشاء حصن قوي في قمة الجبل، وذلك بعد عام واحد من تقلده ولاية اليمن، لكي يمنع عناصر المقاومة اليمنية من الاستيلاء على الجبل.

 

وكان "السبب الرئيسي لإنشاء الحصن هو منع أصحاب الإمام القاسم بن محمد من استخراج مادة الكبريت التي كانت تمثل المادة الرئيسية في صناعة البارود المستخدم في ذخيرة البنادق". وفق ما تشير الوثائق التاريخية.

 

لا يمتلك الجبل مادة الكبريت فحسب، بل يمتلك عددًا كبيرًا من المعادن منها: الزنك، والرصاص، والفضة.

 

حمام البخار

 

في منحدرات الجبل من الجهة الشرقية توجد عدد كبير من الكهوف البخارية التي تحولت مع مرور السنوات إلى حمامات بخارية طبيعية تصدر منها بخار الماء المتصاعد المشبع بمادة الكبريت، يساعد وفق الأهالي في الشفاء من عدد من الأمراض أهمها: الأمراض الجلدية والروماتيزم.

 

يطل الحصن على مناطق واسعة بذمار، من الغرب: قاع الغرقة وقرية ورقة، من الشرق: قاع مرام، ومن الجهة الشمالية: قرية الجرشة العليا، ومن الجهة الجنوبية: تقع قرية اللسي - بسفح الجبل نفسه - وسميت القرية نسبة إلى الجبل.

 

بعد إنشاء الحصن، وُضعت حامية عسكرية عثمانية، وكان مقرًا للسيطرة العسكرية على مناطق شاسعة تمتد من رداع مرورًا بذمار وصولًا إلى مناطق وصاب.

 

استمرت سيطرة العثمانيين على جبل (اللسي) منذ إنشائه عام (1026هـ / 1616م) حتى حدث الخلاف بين الوالي العثماني حيدر باشا (1033-1038هـ / 1624-1629م)، عندما انشق والي ذمار "الأمير سنبل بن عبد الله" عن السيطرة العثمانية وأعلن ولاءه للإمام المؤيد، فأصدر هذا الأخير قرار تعيينه على ولاية ذمار ووصاب. وبانضمام الأمير سنبل إلى معسكر الإمام، انضمت تباعًا الفرق العسكرية التابعة له في قلعة ذمار وجبل "اللسي" الكبريت، وفي رداع ووصاب إلى جانب القوات الإمامية.

 

بعد سيطرة الإمام المؤيد محمد بن القاسم على حصن الكبريت، بحسب ما ذكر الباحث بجامعة ذمار مبروك الذماري في بحث منشور بمجلة "منبر التراث الأثري" 2016م.

 

وبقي الحصن تحت سيطرة أئمة آل القاسم الزيديين بين عامي (1872-1336م)، ومن المحتمل أن العثمانيين استطاعوا السيطرة عليه مرة أخرى أثناء فترة حكمهم الثانية لليمن (1265-1337هـ / 1872-1918م). وفق ما يشير الباحث.

ووفق بعض الأهالي، الذين يروون عن آبائهم وأجدادهم، تواجد طائفة من اليهود بالقرب من جبل اللسي كان جزء منهم يعملون في صناعة البارود من مادة الكبريت التي كانت تستخرج من الجبل، قبل مغادرتهم اليمن في عملية بساط الريح في أربعينيات القرن الماضي.

 

تلاشي الأهمية الاستراتيجية

 

أُهمل الحصن لعقود من الزمن، ساهم في ذلك بُعده عن مدينة ذمار ووعورة الطرقات نحو قمة الجبل وتلاشي الأهمية الاستراتيجية، بسبب تطور الأسلحة الحديثة.

 

لذا، وجدت الجهات الرسمية الموقع مكانًا جيدًا لبناء محطات الإرسال الهاتفي والإذاعي وفي وقت لاحق التلفزيوني، في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. ومع ظهور شركات الهاتف الجوال في اليمن، اختير الموقع من قبل تلك الشركات لإنشاء أبراج الإرسال الهاتفي بسبب الموقع الاستراتيجي والمطل على مناطق متعددة في ذمار.

 

وصنعت عوامل التعرية والإهمال ما تصنعه في بقية الحصون في اليمن، وما تبقى من الحصن المنيع غير سور كبير تهدمت الكثير من أجزائه، وبعض أبراج الحراسة وبركة الماء. وفي العام 1982م، تهدمت أجزاء واسعة من بقايا السور والحصن إثر تعرض محافظة ذمار لزلزال مدمر.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اجتماع عاصف في الرياض... الزبيدي يفجر مفاجأة أمام 3 سفراء ويكشف ما يحدث سراً داخل المجلس الرئاسي

جنوب العرب | 982 قراءة 

وثيقة رسمية تكشف هوية قاتل إفتهان المشهري في تعز

تهامة 24 | 786 قراءة 

افتتاح مكتب الزواج المختلط بعدن

الأمناء نت | 760 قراءة 

ثلاث دول غربية تحاصر الزبيدي برسائل صارمة: لا مكان للقرار الفردي داخل المجلس الرئاسي وعيدروس يتلقى تحذيرات من واشنطن ولندن وباريس .. عاجل

مأرب برس | 720 قراءة 

الكشف عن سبب اغتيال افتهان المشهري بتعز(صدمة)

كريتر سكاي | 704 قراءة 

شاهد اخر صورة لقاتل افتهان المشهري في تعز

كريتر سكاي | 656 قراءة 

البنك المركزي بعدن يكشف موعد صرف رواتب شهري يوليو واغسطس 2025

نافذة اليمن | 654 قراءة 

رسالة دولية حاسمة للرئيس العليمي بشأن قرارات ”عيدروس الزبيدي”

المشهد اليمني | 578 قراءة 

أول صورة واضحة للمتهم بقتل مديرة النظافة في تعز… حملة أمنية تلاحقه

نيوز لاين | 477 قراءة 

تسجيل صوتي لمديرة نظافة تعز قبل اغتيالها يكشف اسم المجرم والجهة التي تقف خلفه

الأمناء نت | 424 قراءة