في خطوة غير مألوفة تركت أثرًا عميقًا وتفاعلاً واسعًا في مديرية الشعيب بمحافظة الضالع، تمكنت مجموعة من المثقفين من تحويل فكرة بسيطة إلى مشروع اجتماعي رائد. فقد اجتمع خريجو دفعة الرابع الثانوي لعام 1989 من مدرسة النجمة الحمراء بلحج، بعد فراق دام 36 عام من الغياب، في لقاء مؤثر بمدينة العوابل، عاصمة مديرية الشعيب.
ما بدأ كمجموعة تواصل عبر تطبيق الواتساب لزملاء الدراسة، تطور إلى دعوة للقاء وجهًا لوجه. استجاب الخريجون من مختلف المحافظات والمناطق اليمنية، وتوافدوا إلى العوابل ليلتقوا أحباءهم وزملاءهم بعد عقود من الغياب.
اللقاء، الذي ساده العناق والمناقشات المستفيضة، كان فرصة لاستعادة الذكريات الجميلة وسرد القصص من "الزمن الجميل".
لم يتوقف هذا التجمع عند حدود استعادة الماضي، بل تحول إلى مشروع اجتماعي طموح. اتفق الحاضرون على استمرارية هذه اللقاءات بشكل دوري، ووافقوا على إنشاء صندوق مالي خاص بالدفعة.
يهدف هذا الصندوق إلى تقديم الدعم لأفراد المجموعة في مواجهة تحديات الحياة، مثل الظروف الصعبة أو الأمراض. ويُشار إلى أن الدعم الأكبر لهذا الصندوق جاء من الزملاء المقيمين في دول المهجر.
تكتسب هذه البادرة أهمية خاصة كونها لا تخدم أفراد هذه الدفعة فحسب، بل يُتوقع أن يكون لها تأثير إيجابي على الدفعات الأخرى في المديرية والمحافظة وعموم البلاد، لتُشكل لهم قدوة يحتذون بها.
إن مثل هذه اللقاءات والمشاريع الاجتماعية تساهم بشكل فعال في تخفيف حدة المعاناة اليومية وتوطيد العلاقات الإنسانية على أسس من التكافل الاجتماعي ولم الشمل والتآزر.
من شأن هذه المبادرات أن تعزز من تماسك المجتمع وتخلق بيئة آمنة ومستقرة يسودها الحب والتعاون، مما يقطع دابر الخصومات ويغرس قيم التعايش السلمي.
وفي زمن تتسم فيه المجتمعات بالصراعات والفرقة، تأتي هذه البادرة لتكون رسالة أمل تدعو كل أسرة وجماعة وهيئة إلى الاتحاد ورأب الصدع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news