أخبار وتقارير
(الأول) متابعات:
مع احتدام صراع تل أبيب وطهران، اتجهت الأنظار نحو شخصية ظلّت تمسك بخيوط اللعبة لأكثر من 3 عقود في إيران؛ إنه المرشد الأعلى علي خامنئي.
ولم يستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استهداف خامنئي.
وفي مقابلة مع شبكة "أي بي سي" الأمريكية الإثنين الماضي، قال نتنياهو إن "أي ضربة على المرشد الأعلى الإيراني لن تُشعل حربًا أوسع نطاقًا ولكن يمكن أن تكون حاسمة بدلًا من ذلك".
وأضاف: "لن يؤدي ذلك إلى تصعيد الصراع، بل سينهي الصراع".
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فكتب منشورًا على منصته "تروث سوشيال" مساء الثلاثاء، قال فيه إن الولايات المتحدة "لن تقتل في الوقت الحالي" المرشد الإيراني، علي خامنئي، محذرًا إياه من شن هجمات إضافية على إسرائيل، وملمحًا إلى أن على إيران "الاستسلام غير المشروط".
وردًا على التلويح باستهدافه، قال المرشد الإيراني: يجب التعامل بقوة في مواجهة إسرائيل، ولن نساوم أبدًا.
وفيما يلي تلقي "العين الإخبارية" نظرة فاحصة على سيرة خامنئي وصعوده إلى السلطة، مستندة في ذلك إلى وسائل إعلام إيرانية وغربية.
من مساعد إلى مرشد أعلى
وُلد خامنئي عام 1939 في عائلة دينية في مشهد، شرق إيران، وشبّ في السنوات التي سبقت ثورة 1979 التي أطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي.
سُجن مرارًا وتكرارًا من قبل الأجهزة الأمنية، وارتفع في صفوف المعارضة الدينية كحليف وثيق للخميني، الذي قاد الثورة وأسس جمهورية إيران الإسلامية، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وعندما توفي الخميني عام 1989، تمّت ترقية خامنئي، بحلول ذلك الوقت، إلى المرشد الأعلى لإيران، أعلى سلطة سياسية ودينية في البلاد، ليبدأ مرحلة جديدة من ترسيخ نفوذه في مفاصل الدولة.
السلطة المطلقة
بصفته المرشد الأعلى لإيران، يُعيّن خامنئي رؤساء القضاء ووسائل الإعلام الحكومية والوكالات الأمنية الرئيسية، ويتمتع بالسلطة النهائية على من يمكنه الترشح للرئاسة.
كما يسيطر على السياسة الخارجية والعسكرية، ويشرف على الحرس الثوري، وفيلق القدس.
وتمتد سلطته كذلك إلى البرنامج النووي، وتضعه – وفق "نيويورك تايمز" – "في مركز مواجهة إيران المتصاعدة مع إسرائيل".
مهندس استراتيجية إيران الإقليمية
وعلى مدى عقود، كان خامنئي في صميم السياسة الخارجية الإيرانية. وهي سياسة تتهمها دول غربية، في مقدمتها الولايات المتحدة، بتدريب وتسليح وتمويل شبكة من الأذرع الممتدة من حزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن، وحماس في قطاع غزة.
ضربتان
في سبتمبر/ أيلول الماضي، قتلت إسرائيل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، في بيروت. وبحسب مراقبين، شكّلت تلك الحادثة "ضربة شخصية لخامنئي، الذي عرف نصر الله منذ عقود".
أما الضربة الثانية – بحسب "الغارديان" البريطانية – فكان الهجوم الجوي الإسرائيلي على إيران، يوم الجمعة الماضي، والذي استهدف قيادات عسكرية بارزة ومواقع نووية.
وقالت إسرائيل إن الحملة العسكرية كانت محاولة لمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية.
واتهمت إسرائيل والحكومات الغربية طهران منذ فترة طويلة بالسعي إلى القدرة على بناء قنبلة إذا اختارت ذلك.
في المقابل، أكّد المسؤولون الإيرانيون أن البرنامج النووي لبلادهم مخصص للاستخدامات المدنية فقط.
تحت الحراسة والتهديد
وتشير صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنه يتم التحكم في تحركات المرشد الأعلى لإيران بإحكام، ونادرًا ما يتم الكشف عن مكان وجوده.
ويشرف على أمن المرشد الأعلى الشخصي وحدة نخبة من الحرس الثوري، التي تقدم تقاريرها مباشرة إلى مكتبه، وفقًا للمحللين.
ويقال إنه تم نقله الأسبوع الماضي إلى موقع سري حيث يمكنه البقاء على اتصال بالجيش.
ويأتي ذلك بعد تقارير مماثلة العام الماضي، عندما تم نقله أيضًا إلى مكان آمن بعد يوم من مقتل حسن نصر الله.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news