الردع.. مرايا الهشاشة وأوهام القوة في الصراع الإيراني الإسرائيلي

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 28 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الردع.. مرايا الهشاشة وأوهام القوة في الصراع الإيراني الإسرائيلي

في مسرح المواجهة بين إيران وإسرائيل، لم يعد السؤال: مَن يملك القوة؟ بل تحوّل إلى: مَن يُمسك بخيوط اللعبة النفسية؟ إنه سباق محموم على صناعة الوهم، حيث تُقاس القوة ليس بعدد القتلى أو الصواريخ، بل بقدرة كل طرف على بيع صورة الصلابة للعالم، بينما تتهاوى أسطورته من الداخل.

إسرائيل، التي راهنت لعقود على تفوقها الاستخباراتي والتكنولوجي كسورٍ منيع، تجد نفسها اليوم أمام مرآة تكشف تشققاتٍ لم تكن في الحسبان، فكل ضربة إيرانية، حتى لو كانت رمزية، تُحدث شرخًا في جدار المناعة الأسطورية؛ لتُطلِقَ في الداخل الإسرائيلي سؤالًا مُقلقًا: إذا كنا الأقوى، فلماذا لا نستطيع فرض الردع المطلق؟ هنا، تتحول الحرب من مواجهة عسكرية إلى أزمة ثقة وطنية، حيث تُقاس المناعة ليس بما يُصدّ من هجمات، بل بما يتبقى من إيمان الجمهور بأن قيادته قادرة على حمايته.

أما إيران، فتمشي على حبل مشدود فوق هاوية الانهيار، وكل استعراض للقوة، كل صاروخ يُطلق، هو رسالة مفادها: نحن هنا.. ونستطيع الوصول؛ لكن وراء هذه المسرحية، ثمة هشاشة بنيوية تتربص: أزمات اقتصادية خانقة، وتمرد داخلي، وصراعات نخبوية، إنها تخاطر بكشف ضعفها كلما بالغت في ادعاء قوتها، وكأنها تُصارع ليس لإرهاب العدو، بل لإقناع نفسها بأنها ما زالت قادرة على الوقوف.

والمفارقة الكبرى أن كلا الطرفين، وهو يستعرض عضلاته، يكشف عن رعشة الخوف أكثر مما يؤكد السيطرة. ففي سباق الردع المتبادل، وكل صاروخ يُطلق لا يُدمر مواقع العدو بقدر ما يُفجر أسئلة داخلية: إلى متى نستطيع الاستمرار؟ وما الثمن الذي سندفعه؟ الصراع هنا لم يعد يُحسم في ساحات القتال، بل في العقول والقلوب؛ فالحرب الحديثة لم تعد معركة مدافع، بل معركة سرديات.

والخطر الحقيقي يكمن في أن كلاً منهما قد ينجح في إلحاق الضرر بالآخر؛ لكنه يفشل في حماية صورته أمام شعبه؛ فالقوة الحقيقية ليست في القدرة على تدمير العدو، بل في القدرة على البقاء متماسكًا بعد الضربة، والردع ليس رصاصة تُطلق، بل هي ثقة لا تُهزّ، وهيبة لا تُخدش، وشرعية لا تتآكل.

وفي النهاية، هذه الحرب لن يُكتب لها منتصرٌ عسكري، بل ستُكتَب نهايتها حين يدرك أحد الطرفين أن الاستمرار في لعبة المرايا والدخان سيُفضي إلى كشف هشاشته أمام شعبه قبل أعدائه؛ ففي عصر الصورة، قد تكون الهزيمة الحقيقية هي أن يظهر القوي ضعيفًا، حتى لو كان الضعف مجرد وهم.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : سقوط طائرة اسرائيلية في همدان "صورة"

جهينة يمن | 639 قراءة 

من غرفة نوم (100 مسؤول) إلى مكاتب (خامنئي).. قصة الجاسوسة التي هزت عرش إيران

موقع الأول | 482 قراءة 

تحت ضغط انهيار إيران وتغيرات الإقليم... الحوثيون يرفعون راية "السلام" مؤقتاً للهروب من العزلة والمصير

المنتصف نت | 404 قراءة 

الشرعية توجه ضربة موجعة للحوثي باتخاذ قرار مفاجئ سيطال صنعاء ويُفرح المواطنين

جهينة يمن | 371 قراءة 

رسالة للوالي ، سندخل عدن

كريتر سكاي | 320 قراءة 

عم الكوكب.. الزعيم الكوري يشعل الجبهتين: (بحرٌ ملتهب) و(تحالف روسي لا يرحم)

موقع الأول | 295 قراءة 

الكشف عن فقدان فنان يمني شهير لبصره وبتر أصابع قدميه ودعوات لإنقاذه

بوابتي | 259 قراءة 

الضحية أصبح الجلاد!!.. بالوثائق الكشف عن حقيقة (قضية) الفتاة اليمنية شروق في السعودية

جهينة يمن | 252 قراءة 

قنبلة خارقة قد تغيّر موازين المواجهة بين إسرائيل وإيران

جهينة يمن | 236 قراءة 

صادم ، نجل رجل اعمال يمني يقتحم سكن والده ويفرض عليه الإقامة الجبرية

كريتر سكاي | 217 قراءة