بينما كان الأيديولوجيون يغلقون النوافذ على الشعب تركوا الباب الأمامي مفتوحًا لاسرائيل

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 143 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
بينما كان الأيديولوجيون يغلقون النوافذ على الشعب تركوا الباب الأمامي مفتوحًا لاسرائيل

مقال رأي لديفيد اغناشيوس في صحيفة واشنطن بوست

‏+

‏إسرائيل لها تاريخ طويل في التورط التدريجي في الحروب، وفي هذا السياق من التصعيد المتواصل، تتحوّل الحملة الإسرائيلية التي بدأت فجر الجمعة ضد البرنامج النووي الإيراني إلى مسار لا رجعة فيه نحو تغيير النظام.

‏عند مشاهدة الصور التلفزيونية القادمة من طهران، يمكن ملاحظة أن إسرائيل توسّع من نطاق أهدافها.

‏كانت النيران يوم الأحد، تلتهم مقر قيادة شرطة طهران الكبرى، الذي يُكره الكثيرون باعتباره مركزًا للقمع، واستهدفت الهجمات يوم الإثنين، مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، المروج الرسمي لدعاية النظام، مما دفع بالمذيعة التي ترتدي الحجاب والچادور الأسود إلى الفرار من على الهواء مباشرة أثناء البث.

‏الإشارة الأوضح على أن إسرائيل تستهدف قلب النظام جاءت يوم الإثنين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حين سأله مراسل ABC عمّا إذا كانت إسرائيل تنوي استهداف المرشد الأعلى علي خامنئي، فأجاب: “نحن نفعل ما يلزم”.

‏الاغتيال ليس طريقًا لبناء دولة قوية، ولكننا ندخل مرحلة جديدة تمامًا، كما وصفها أفضل من يراقب الشأن الإيراني كريم سجادبور من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي حين قال: “إسرائيل تركّز بشكل متزايد على تغيير طبيعة النظام”.

‏واتفق معه بهنام بن طالبلو، مدير ملف إيران في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قائلاً: “تمتلك إسرائيل حرية عملياتية في أجواء إيران، ويمكنها الآن قيادة حملة مضادة للنظام”.

‏لا جدال في أن الوقت قد حان لتغيير سياسي في طهران، فمنذ الثورة الإسلامية عام 1979، سفك النظام الدماء في إسرائيل، وأمريكا، والسعودية، وضد كل من عارضه، لكن السؤال الأهم هو: كيف سيحدث التغيير؟ ما هو الطريق نحو دولة ديناميكية تليق بشعب إيران المبدع والمثقف؟

‏هناك حقيقة واضحة: لا يمكن لإسرائيل أن تستخدم القصف من اجل تحقيق إيران جديدة، فالحملات الجوية الشرسة مثل التي تتعرض لها طهران الآن تجعل الناس ينكفئون على أنفسهم، ويقاتلون بشراسة أكبر.

‏لم ينجح القصف الاستراتيجي في كسر إرادة البريطانيين أو الألمان أو اليابانيين في الحرب العالمية الثانية، ولم يقضِ على حماس في غزة حتى الآن.

‏يقول علي رضا نادر، المحلل الإيراني المخضرم في مؤسسة راند والمستشار المستقل حاليًا: “إيران تعيش وضع ما قبل الثورة، لكني أشك أن بإمكان الناس الانتفاض تحت القصف الجوي”، ويضيف: “أخشى أنه لا توجد خطة. النظام قد يبقى، والأمور قد تسوء أكثر”.

‏قامت إسرائيل بمغامرة خطيرة بهذه الهجمات، ولا يمكن التقليل من حجم الخطر الذي قد تواجهه هي أو المنطقة.

‏يقول سجادبور: “هناك احتمال أن يؤدي هذا إلى زعزعة النظام أو ترسيخه.. قد يوقف البرنامج النووي أو يسرّعه”.

‏اتفق الخبراء الذين تحدثت معهم على نقطة واحدة: أفضل وسيلة لتحفيز الإيرانيين هي مساعدتهم على بناء دولة أكثر ثراءً وتطورًا وانفتاحًا، لكن الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية قامت بعكس ذلك في كثير من الأحيان.. لقد حاولت اللعب على الانقسامات العرقية — الكرد، والآذريين، والعرب، والبلوش — لإضعاف طهران، وكانت إسرائيل تسخر من أن جيرانها العرب مجرد “قبائل تحت رايات”، وسعت لتأجيج الانقسامات الطائفية.

‏لكن هذا خطأ، كما يقول بن طالبلو: “لا تنظر إلى إيران كدولة متعددة الأعراق يمكن تفتيتها ولا تنخرط في مشاريع بلقنة الدولة”، وأضاف: “ولا تحاول إعادة تنصيب ملكية قديمة”، في إشارة إلى رضا بهلوي، نجل الشاه الذي أطاح به الشعب عام 1979، حيث يرى البعض أنه بديل محتمل، لكن الولايات المتحدة وبريطانيا ارتكبتا هذا الخطأ سابقًا في انقلاب 1953 ضد رئيس الوزراء المنتخب محمد مصدق.

‏رضا يمكن أن يكون له دور في المرحلة الانتقالية، لكن الإيرانيين يستحقون ما هو أفضل من العودة إلى الوراء.

‏الرسالة التي قد تلقى صدى لدى الإيرانيين هي أن هذا النظام وصل إلى طريق مسدود وعنيف بسبب أخطائه بقدر ما هو بسبب الهجمات الإسرائيلية وضعفه وفساده باتا مصدر إحراج وطني.

‏كان الإيرانيون يشاركون تعليقات ساخرة سوداء على وسائل التواصل حتى في خضم الفوضى، حسب أصدقاء يتصلون بطهران.

‏قال طالب جامعي بشكل مجهول بعد اغتيال عدة علماء نوويين، إن أستاذه المزعج يجب أن يُدرج على القائمة، وبعد مقتل قادة عسكريين كبار في شققهم، تساءل إيراني ساخر لماذا يعيش هؤلاء جميعًا في بنتهاوس.

‏ما يغضب الناس هو تبديد أموال الدولة على دعم حماس في غزة وحزب الله في لبنان، بدلًا من تحسين الداخل.

‏كانت الشرطة تعتقل النساء بسبب عدم ارتداء الحجاب بينما كانت طائرات الموساد المُسيّرة تقتل قادة الجيش.

‏قال بن طالبلو: “بينما كان الأيديولوجيون يثبتون النوافذ، تركوا الباب الأمامي مفتوحًا”، معبّرًا عن رأي بات شائعًا في طهران بعد الضربات.

‏النهج الصحيح نحو تغيير النظام، بحسب سجادبور، هو تشجيع الوطنية بعيدًا عن رجال الدين. “يجب أن يحكم المرحلة القادمة قادة يكون المبدأ المنظم لهم هو المصلحة الوطنية، لا الثورة الإسلامية”، وأضاف: “بدلًا من ’الموت لأمريكا‘، يجب أن يكون الشعار ’يحيا إيران‘”.

‏كانت الثورة الإيرانية عام 1979 زلزالًا لا تزال ارتداداته تهز الشرق الأوسط.

‏كانت الولايات المتحدة وإسرائيل أهدافًا رئيسية له، لكن المنطقة كلها دفعت الثمن، والاحتمال أن تحصل إيران على مظلة نووية دائمة لمشاريعها التخريبية أمر لا يُحتمل.

‏فترات عدم الاستقرار الثوري تؤول في النهاية إلى مرحلة بناء واستقرار، كما حدث في أوروبا بعد مؤتمر فيينا عام 1814، الذي أنهى قرنًا من الاضطرابات وجلب قرنًا تقريبًا من السلام.

‏كنت أسأل احيانا وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، الطالب في دبلوماسية مترنيخ، هل سيأتي يوم شبيه لإيران والشرق الأوسط؟ وكان غالبًا ما يرد بابتسامة غامضة: من يدري؟

‏الآن، ومع الكارثة التي تتكشف في إيران، لا يسعنا إلا أن نأمل في أن يفتح هذا اللحظة طريقًا جديدًا، يمنح الإيرانيين فرصة لبناء شيء مختلف.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اغتيال قائد عسكري كبير وسط انفجارات تهز طهران... إسرائيل تضرب في العمق وتُشعل حرباً بلا هوادة

حشد نت | 1603 قراءة 

عاجل | مقتل الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد بإطلاق نار في طهران

العاصفة نيوز | 922 قراءة 

خوفاً من الإنهيار الكلي.. دعوات حوثية لحل عاجل للأزمة اليمنية

المنارة نت | 863 قراءة 

ذمار تشتعل ضد الابتزاز الحوثي.. مواطنون يحرقون غرف تحصيل الجبايات

حشد نت | 851 قراءة 

مفاجأة كبرى: الكشف عن خليفة المرشد الإيراني خامنئي

مساحة نت | 820 قراءة 

ليلة رعب في صنعاء.. صحيفة تكشف تفاصيل استهداف غامض لاجتماع قيادي حوثي وسط ارتباك ومصير مجهول

يني يمن | 718 قراءة 

الكشف عن صرف المرتبات

كريتر سكاي | 573 قراءة 

وزير: مفاجآت قادمة ستسر كل يمني وعربي حر

بوابتي | 499 قراءة 

عاجل | مصادر إسرائيلية: خامنـ. ئي عالق تحت الأنقاض

صوت العاصمة | 471 قراءة 

ليس الحوثي.. الزعيم العربي الوحيد الذي شكرته ايران

المشهد اليمني | 461 قراءة