في خطوة وصفت بأنها "غير مسبوقة من الشفافية"، سارعت السلطات الإيرانية للإعلان عن مقتل كبار قياداتها العسكرية والعلمية، بينهم شخصيات نووية بارزة، خلال دقائق فقط من القصف الإسرائيلي الذي استهدف مواقع حساسة داخل إيران، و الإعلان الفوري فتح باب التساؤلات: هل هي صراحة غير معهودة من النظام الإيراني أم مجرد قناع لخطة عسكرية أعمق يجري تنفيذها في الظل؟
والمراقبون للشأن الإيراني فوجئوا بمدى السرعة والدقة في كشف أسماء القتلى ورتبهم، وهو أمر لم تعهده طهران سابقًا في مثل هذه الضربات، حيث درجت العادة على التعتيم أو التأخير لأيام وربما أسابيع.
وفتحت هذه السرعة المريبة الباب أمام تفسيرات متباينة؛ فبينما رأى البعض فيها انكسارًا حقيقيًا وعجزًا عن إخفاء حجم الخسائر أمام الداخل والخارج، اعتبر آخرون أن إيران تمارس "خدعة استراتيجية" متقنة تمهيدًا لرد عسكري مفاجئ قد يعيد خلط الأوراق في المنطقة.
فهل أصبحت طهران بالفعل مكشوفة أمام ضربات تل أبيب التي اخترقت دفاعاتها، أم أن هذا الاعتراف السريع ما هو إلا تمويه ضمن لعبة مخابراتية كبرى تمهد لضربة معاكسة؟ والأيام القليلة القادمة وحدها كفيلة بالكشف عن حقيقة ما تخفيه هذه الشفافية "المفرطة".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news