في عملية سماها “الأسد الصاعد”، شنّ الاحتلال الإسرائيلي ضربات غير مسبوقة على إيران، فجر الجمعة، ما أسفر عن مقتل مدنيين، إلى جانب عدد كبير من العسكريين الإيرانيين، من بينهم رئيس أركان الجيش الإيراني وقائد الحرس الثوري، بالإضافة إلى عدد من العلماء النوويين.
كما استهدفت الضربات عدّة منشآت نوويّة، بما في ذلك مواقع في “فوردو” و”نطنز”.
وردًا على تلك الضربات التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن الحرس الثوري الإيراني، إطلاق عشرات الصواريخ البالستية على إسرائيل، في إطار عملية “الوعد الصادق 3”.
وكشف أنه “تم خلال العملية توجيه ضربات دقيقة وقوية ضد عشرات الأهداف، بما فيها مراكز عسكرية وقواعد جوية داخل إسرائيل في الأراضي المحتلة”.
وقال أحمد وحيدي، قائد الحرس الثوري، في بث تلفزيوني إيراني: “قد يستمرّ هذا طالما دعت الحاجة إلى ذلك”، مشيرًا إلى أن ذلك سيعتمد على الوضع.
من جهتها، سارعت الولايات المتحدة، بنفي أي تعاون في الهجمات الإسرائيلية على إيران، رغم التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأن “ضربة إسرائيلية لإيران قد تحدث فعلًا”.
بالمقابل، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على ضرورة حل القضايا المتعلقة ببرنامج إيران النووي عبر الدبلوماسية.
وقال بوتين، في مكالمة هاتفية مع نظيره الإيراني، مسعود بزشكيان، أمس الجمعة، إن موسكو تندد بأفعال إسرائيل ضد طهران.
كما ذكر بيان للكرملين أن بوتين أبلغ بزشكيان بأن روسيا “تندد بأفعال إسرائيل التي تنتهك ميثاق الأمم المتحدة”، وقدم تعازيه في القتلى جراء الهجوم الإسرائيلي.
مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، قال إنه لا يمكن تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل في حملة عسكرية، وذلك بعد أن شنت إسرائيل هجمات واسعة النطاق على إيران.
وأضاف هنغبي في تصريحات للقناة 13 الإسرائيلية، أن الحملة العسكرية قد “تهيئ الظروف لاتفاق طويل الأمد، بقيادة الولايات المتحدة، من شأنه أن يلغي البرنامج النووي تمامًا”.
وفي السياق، أوضح الكاتب والمحلل السياسي، فراس ياغي، أن “تصريحات مستشار الأمن القومي الإسرائيلي حول عدم قدرة تل أبيب على تدمير البرنامج النووي الإيراني، تعد تأكيدًا على الواقع الموجود في إيران وطبيعة وجود المفاعلات النووية في مواقع عميقة”. لافتًا إلى أن “أمريكا وإسرائيل تسعيان إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني ولكن عن طريق إسقاط النظام”.
الحاصل، يواصل الاحتلال الإسرائيلي، وبتعاون أمريكي، إظهار نفسه كضحية، رغم ممارساته في الشرق الأوسط والإبادة الجماعية المستمرة بحق الفلسطينيين في قطاع غز. محاولًا تصوير إيران على أنها تشكل تهديدًا لوجوده بأسلحتها النووية -غير الموجودة أصلًا.
بينما على العكس هو من يملك الأسلحة النووية، ويسعى بإصرار إلى جعل المنطقة أكثر اشتعالًا، وذلك كوسيلة وحيدة بالنسبة لنتنياهو لإنقاذ نفسه من تصاعد صوت المعارضة في الداخل وملاحقته بتهم فساد عديدة.
فيما تلتزم إيران حتى الآن بالدفاع عن نفسها، وتوجيه ضرباتها إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، رغم اعتقادها الواضح بأن القوات الأمريكية -رغم نفيها- أيدت الهجمات الإسرائيلية. بالتالي، قد تلجأ في حال استمر التصعيد إلى ضرب أهداف أمريكية في الشرق الأوسط، ما يجعل الأحداث مفتوحة لكل ما هو أسوأ، في الوقت الذي يحذر فيه مراقبون من ارتفاع مستوى المخاطر في السوق العالمية خلال الساعات الماضية، إلى الحد الذي باتت تهدد بالدخول في ركود اقتصادي، خصوصًا مع ما يعانيه الاقتصاد العالمي جراء الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب مؤخرًا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news