تشهد (منارة عدن التاريخية)، الواقعة في مدينة كريتر، وضعاً إنشائياً مقلقاً بعدما ظهرت عليها علامات ميلان واضحة وتصدعات خطيرة تهدد بانهيارها، وسط تجاهل تام من الجهات المعنية وعدم وجود أي خطة طارئة لإنقاذ هذا المعلم التاريخي العريق.
ورصدت عدسة الكاميرا ميلاناً خطيراً في هيكل المنارة، إلى جانب تصدعات عند قاعدتها، ما يشير إلى تآكل البنية التحتية وتعرض أساساتها للتلف. ورغم هذه المخاطر، لا تزال المنارة مفتوحة أمام حركة المارة، ما يشكل تهديداً مباشراً على سلامة المواطنين.
وقال أحد السكان القريبين من الموقع: “هذه المنارة مش بس حجارة، هذه ذاكرة المدينة وشاهد على تاريخها. المؤلم إن الناس تمر من جنبها وكأنها مش شايفة شيء، وكأن السقوط لو حصل، مش حيفجع الجميع”.
ويضيف آخر: “لو جبنا بنّاي من اللي اشتغلوا زمان بكريتر، بيرجعها أحسن من الأول، لأنهم كانوا يشتغلوا بضمير، مش بعقود فساد”.
المنارة، التي تعود إلى الحقبة العثمانية وتُعد من أبرز المعالم الإسلامية في المدينة، تعاني من الإهمال منذ سنوات، رغم أنها تشكل رمزاً تاريخياً وهوية ثقافية لعدن. ويخشى كثيرون أن يكون مصيرها كمصير العديد من المعالم التي تهدمت أو شوهت بفعل الحرب والإهمال.
ويطالب الأهالي والمؤرخون والمثقفون في عدن بسرعة تدخل الجهات المختصة، سواء من وزارة الثقافة أو الهيئة العامة للآثار أو حتى منظمات الحفاظ على التراث، لوضع خطة ترميم شاملة وعاجلة للمنارة، قبل أن تنضم إلى قائمة ما فُقد من ذاكرة المدينة.
عدن اليوم لا تحتاج فقط إلى مشاريع إسمنتية، بل إلى مشاريع تعيد ترميم روحها وهوية أبنائها. ومنارة عدن ليست مجرد مبنى، بل تاريخ يجب أن يُحترم ويُحمى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news