القاهرة – خاص
احتضنت القاهرة مساء أمس فعالية فنية غير مسبوقة حملت عنوانًا لافتًا هو “النحس”، وجمعت نخبة من أبرز الفنانين اليمنيين في ليلة استثنائية امتزجت فيها الكوميديا بالموسيقى التراثية، وسط حضور جماهيري حاشد غصت به مدرجات المسرح.
الفعالية، التي نظمت في إحدى القاعات الثقافية بالعاصمة المصرية، تضمنت عرضًا متنوعًا شمل بودكاستًا حيًا، وفقرة “ستاند أب كوميدي”، بالإضافة إلى فقرات غنائية تراثية بلمسة عصرية، ومشاهد مرتجلة نالت إعجاب الحضور.
تألق النجوم اليمنيين على المسرح
توزعت الفقرات الفنية على عدد من النجوم الذين قدموا أداءً لافتًا أضفى على الأمسية طابعًا مميزًا، حيث تألقت الفنانة منال المالكي بحضورها القوي وأدائها العفوي، فيما أبدع عبدالجبار السهيلي (AJ) القادم من السويد بفقرات كوميدية مفعمة بالسخرية الذكية والتفاعل الحي مع الجمهور.
أما الفنانة هديل مانع فقد أسرت الحضور بإطلالة ساحرة وأداء راقٍ جمع بين العفوية والاحتراف، فيما أبهر بندر باجبع، كاتب السيناريو المقيم في السعودية، الجمهور بإبداعه المتجدد وأسلوبه الخاص في طرح المواضيع.
لكن نجم الليلة بلا منازع كان الفنان الكوميدي صالح الأسمر، الذي أشعل المسرح بفقراته المضحكة التي تطرقت إلى الحياة اليومية بأسلوب تهكمي نال إعجاب الجميع.
الغناء اليمني يحضر بقوة
لم تقتصر الفعالية على العروض الكوميدية، بل تخللتها فقرات غنائية أثرت الأجواء، قادها الفنان هاني الشيباني الذي قدم باقة من الأغاني اليمنية التراثية أعاد تقديمها بطريقة عصرية تواكب ذائقة الجيل الجديد، وسط تفاعل كبير من الحضور.
كما شارك كل من أحمد سيف، ومحسن الحسني، وعصام العواضي، بأداء غنائي مميز أكمل لوحة السهرة الفنية المتنوعة.
“النحس” بقالب فني ساخر
ركزت الفعالية على موضوع “النحس” من خلال مشاركة الفنانين لقصص واقعية وشخصية تدور حول سوء الحظ، بأسلوب فكاهي نجح في تحويل المعاناة إلى لحظات ضحك وتسلية، في تجربة عكست براعة الفنان اليمني في تطويع القصة الشعبية والذاتية لخدمة المسرح والكوميديا.
ملاحظات تنظيمية
رغم النجاح الفني الواضح للفعالية، إلا أن بعض الملاحظات التنظيمية طُرحت من قبل الجمهور، حيث شهد الدخول إلى المسرح بعض الإرباك بسبب تأخر فتح الأبواب، كما بدأ العرض الرئيسي متأخرًا عن موعده المعلن بأكثر من نصف ساعة، وهو ما أشار إليه الحضور باعتباره جانبًا يحتاج إلى تحسين في الفعاليات المقبلة.
ختامٌ ناجح
في ختام الليلة، عبّر الحاضرون عن سعادتهم بهذه التجربة الفنية النادرة التي جمعت بين أصالة الفن اليمني وروح العصر، في أمسية أعادت الاعتبار للكوميديا والموسيقى كوسيلتين للتعبير والاحتفاء بالهوية الثقافية.
“النحس” لم يكن سوى عنوان، أما المحتوى فكان زاخراً بالحياة، الضحك، والحنين… وبتوقيع يمني خالص.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news