بقلم: عبدالحميد السقلدي
منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025، لم تهدأ العاصفة السياسية. إلا أن المرحلة المقبلة تبدو أكثر اضطرابًا، مع تصاعد التوتر بين الرئيس من جهة، ورجال الأعمال وولاية كاليفورنيا من جهة أخرى، الأمر الذي قد يفتح الباب أمام سيناريوهات غير مسبوقة، قد تصل إلى حدود عزل الرئيس للمرة الثانية في التاريخ.
صدام مع رموز الاقتصاد.. إيلون ماسك نموذجًا
هذا الصدام، وإن بدا شخصيًا في ظاهره، يعكس عمق الأزمة بين الإدارة السياسية الجديدة والمؤسسات الاقتصادية الكبرى، وهو أمر قد يؤدي إلى اهتزاز ثقة المستثمرين، وانقسامات داخل الحزب الجمهوري ذاته.
كاليفورنيا.. اقتصاد بحجم دولة ومعارضة شعبية واسعة
أما ولاية كاليفورنيا، فتُمثل التحدي الأكبر لترامب داخليًا، فهي ليست فقط مركز التكنولوجيا والإعلام، بل تُعد أيضًا خامس أكبر اقتصاد عالمي إذا ما قورنت بدول العالم. علاقته المتوترة مع الولاية لم تبدأ اليوم، لكنها وصلت إلى ذروتها مؤخرًا، بعد أن اتهمه حاكمها جافين نيوسوم بـ”افتعال الأزمات” واستخدام سلطاته الفيدرالية لقمع الاحتجاجات المحلية.
ويُضاف إلى ذلك أن التركيبة السكانية في كاليفورنيا تُعد من الأكثر تنوعًا في أمريكا، وتحديدًا الجالية المكسيكية التي تُشكّل نسبة كبيرة من سكان الولاية. هذه الجالية، التي كانت ولا تزال هدفًا مباشرًا لخطابات ترامب العدائية وسياساته المتشددة في ملف الهجرة، تُعد من أبرز القوى المعارضة له على المستويين الشعبي والسياسي، ما يجعل من كاليفورنيا بؤرة ضغط دائمة في وجه أي إدارة محافظة.
تصاعد هذه الأزمة قد يؤدي إلى تحركات قانونية ودستورية تقودها الولاية ضد الحكومة الفيدرالية، بما فيها الدعوة لتقليص صلاحيات الرئيس أو فتح ملفات قضائية تمهيدًا للعزل، في حال ثبت ارتكابه لأي خروقات دستورية.
هل سينجح العزل؟
الإجراءات الدستورية لعزل رئيس أمريكي ليست سهلة، وتحتاج إلى أكثر من مجرد خلاف سياسي. لكنها تصبح ممكنة إذا توفرت أدلة على سوء استخدام السلطة أو التورط في قضايا فساد أو خرق للقانون. ومع تزايد أعداء ترامب في مراكز النفوذ الاقتصادي والسياسي، فإن احتمال تحرك الكونغرس – أو حتى التحالفات بين بعض الجمهوريين والديمقراطيين – لم يعد بعيدًا عن الواقع.
خاتمة
تبدو أمريكا اليوم وكأنها تسير على حافة أزمة دستورية وسياسية جديدة. الرئيس ترامب يخوض معركة مفتوحة مع رجال الأعمال، ويصطدم مع ولاية كاليفورنيا، ويواجه تراجعًا في التأييد الشعبي والإعلامي. والسؤال لم يعد: هل سيواجه ضغوطًا؟ بل: هل سيصمد أمامها؟ أم أن أمريكا ستشهد أول رئيس يُعزل مرتين؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news