عدن... حين زار القلب ما تبقى من الوطن!!

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 62 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
عدن... حين زار القلب ما تبقى من الوطن!!

لم أكن أنوي سوى عطلة هادئة،

بعيدًا عن صخب الحرب، عن مواقع التواصل،

عن لعنة التصنيفات والانتماءات...

كنت أريد عدن فقط،

مدينة تشبه القصيدة،

وطنًا صغيرًا يحتفظ بابتسامته رغم الخراب.

من صنعاء شددنا الرحال،

وفي جيبي مفاتيح شقة في الحديدة، أهداها لي أخ وصديق قبل أن يسافر،

لكن كاميليا ونصر – من مواليد ما بعد أفول الجمهورية –

أصرّا على عدن،

كأنما كانا يشتهيان أن يريا الوطن في صورته الأولى،

كما كان يحدث إخوتهم الأكبر،

حين كان العيد يبدأ من البحر ولا ينتهي.

طرحت الأمر للتصويت – كما يليق بعائلة تعشق الحرية –

فكان القرار: عدن.

وفي الطريق، كان قلبي يخفق بالقلق،

وفي "معبر"، كنت على وشك الرجوع...

لكني فجأة، كمن استعاد ذاكرته، قلت لنفسي:

"عدن ليست ساحة معركة،

هي مدينة يمنية،

أنا قاضٍ، ومواطن،

ولي الحق أن أتنقل في وطني دون وصاية أو إذن من أحد!"

فدخلت عدن،

كما يدخل العاشق على بيت الحبيبة دون طرق الباب.

دخلت عدن مواطنًا لا تابعًا،

رافع الرأس، مكلوم القلب،

لكنني خرجت من صمتي على وقع مفاجآت لن أنساها:

من مريس إلى المعلا،

استقبلتنا الحواجز بلطف وذوق ومسؤولية،

حتى نقاط الشرطة النسائية،

كان فيها من الرقي ما يجعلنا نخجل من أحكامنا المسبقة.

إلا نقطة ردفان…

فقد باغتنا أحد ضباطها بغلظة الغريب،

وكأننا لا نحمل نفس الجواز ولا نتكلم ذات اللسان.

لكن التوجيهات أتت سريعة:

"دعوهم يمرون... واعتذروا!"

وكان ما كان.

دخلنا عدن،

دخلناها والعيد معنا،

دخلناها وعاد النبض لأطفال لم يعرفوا الوطن إلا مجزّأً.

كاميليا ونصر بهرا بها،

شواطئها، ناسها، لهجتها، رقتها،

وقالا لي مساءً:

"أبي، هذه ليست مدينة... هذه حكاية!"

عدن احتضنتنا،

وحدها من بين الخرائب، لم تسألنا: من أين أنتم؟

بل فتحت لنا قلبها،

رغم كل ما قيل عن الانتقالي، والنزاع، والانفصال…

عدن كانت أكبر من الجميع.

لكننا صحونا فجأة على حملة تحريض بائسة:

في صنعاء، أنا "مرتزق وعميل وعفاشي وبقدش دافي!"

وفي عدن، أنا "حوثي"!!

ضحكت، لا من التهمة، بل من العار الذي صار سلاحًا بيد الفاشلين.

ما أثلج صدري لم يكن الرد،

بل تضامنكم أنتم – أحرار اليمن –

في الجنوب والشمال،

في عدن تعز والبيضاء وشبوة وصنعاء ولحج،

اتصالاتكم، رسائلكم، منازل فتحتموها لي،

رجال عرضوا حمايتي،

ونساء كتبن بكاءَ الوطن في تعليقاتهن.

لكم جميعًا،

أهدي امتناني،

وأعدكم بقصّة كاملة،

عن رحلة العيد حين اختارت أن تكون إلى ما تبقى من الوطن: عدن.

الصورة عصر اليوم بضيافة الرفيق العزيز والاخ الوفي مجاهد الفضلي

مقيلين على ساحل ابين..

— عبدالوهاب قطران

عدن – ذو الحجة 1446هـ / يونيو 2025م


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

47 دولة تعلن جاهزيتها لمواجهة التهديدات في البحر الأحمر وباب المندب والخليج

حشد نت | 1020 قراءة 

العميد دويد: نقف إلى جانب المواطنين من كل الأطياف السياسية في مواجهة نيران الإرهاب الحوثي

حشد نت | 705 قراءة 

الإعلان عن صرف مرتبات عدة أشهر

كريتر سكاي | 683 قراءة 

ضربة رقابية جديدة.. البنك المركزي يوقف تراخيص منشأتين للصرافة ويغلق مقريهما

تهامة 24 | 669 قراءة 

السلطات الإماراتية توجه تحذير خطير لكل اليمنيين

المشهد اليمني | 639 قراءة 

وزير الخارجية اليمني الدكتور شائع الزنداني في حوار موسع له مع صحيفة الشرق الأوسط يشيد بالدور السعودي ويزف بشرى للشعب اليمني قريبا شاهد ما جاء في هذه المقابلة

المشهد الدولي | 574 قراءة 

بعد ان دعمه المؤتمر الشعبي العام وحزب الاصلاح واوصلته الدولة اليمنية الى ارفع المناصب شاهد كيف يسيء لها اليوم وماذا قال عنهم (الاسم والصورة)

المشهد الدولي | 538 قراءة 

”لماذا قرار الحوثيين بمنع التعامل مع عدن قد يقود لمجاعة شاملة؟ الخبير الاقتصادي يكشف الحقيقة الصادمة”

المشهد اليمني | 382 قراءة 

قيادات "المؤتمر" تغادر صنعاء تحت ضغط الاعتقالات الحوثية

المجهر | 311 قراءة 

الذهب يتراجع عالميًا.. وينخفض بأسواق اليمن لهذا المستوى (الأسعار)

الحدث اليوم | 309 قراءة