كشف تقرير حديث صادر عن مركز "كارنيغي للشرق الأوسط" عن تصاعد مقلق في مستوى التعاون بين موسكو وجماعة الحوثي في اليمن، مؤكدًا وجود مستشارين عسكريين من الاستخبارات الروسية (GRU) في صنعاء يقدمون الدعم للحوثيين، في وقت تتزايد فيه الهجمات على الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وأشار التقرير إلى أن الكرملين، الذي لم يُبدِ سابقًا اهتمامًا كبيرًا بالنزاع اليمني، بات يولي الحوثيين أهمية استراتيجية متزايدة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، مستفيدًا من عدائهم المشترك للغرب، وسعيهم لتعطيل المصالح الغربية في المنطقة.
وأكد التقرير أن الحوثيين أصبحوا ورقة مهمة لموسكو في صراعها العالمي مع الغرب، كونهم يشتتون موارده ويؤثرون على حركة التجارة العالمية، بعد أن تسببوا في شلّ نحو 12% من حركة السفن التجارية الدولية، وهو ما يصب في مصلحة الكرملين في هذه المرحلة الحرجة من حربه في أوكرانيا.
كما أشار المركز إلى أن الدعم الشعبي للحوثيين ازداد في أعقاب الغارات الجوية الأميركية والإسرائيلية، وأن هناك مؤشرات على تقديم روسيا بيانات أقمار صناعية للجماعة لاستخدامها في استهداف السفن أو شن هجمات ضد إسرائيل.
وفي المقابل، أبدى الحوثيون مواقف داعمة لموسكو في المحافل الدولية، وروّجوا لرواية أن الحرب في أوكرانيا سببها السياسات الأميركية، بل ساهموا في خداع مئات اليمنيين للقتال في صفوف الجيش الروسي خلال صيف 2024.
ورغم النفي الرسمي الروسي لأي دعم مباشر، يوضح التقرير أن موسكو، إلى جانب طهران، تعد من بين الدول القليلة التي تبني علاقات نشطة – دبلوماسية وعسكرية – مع الحوثيين، وقد دعت في وقت سابق واشنطن إلى التراجع عن تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية.
ويرى مركز كارنيغي أن "التفاؤل بدور روسي لحل الأزمة اليمنية غير واقعي"، مشيرًا إلى أن الحرب في أوكرانيا تستنزف قدرات موسكو، التي لن تُعيد توجيه مواردها نحو اليمن، بل على العكس، فإن استمرار الفوضى في اليمن يخدم مصالحها التكتيكية في مواجهة الغرب.
ويختتم التقرير بتأكيد أن موسكو، بعد خسارة الأسد في سوريا، لم يعد لها الكثير من الحلفاء في الشرق الأوسط، وهي حريصة على الحفاظ على علاقتها مع الحوثيين، حتى لو كان ذلك على حساب السلام في اليمن والاستقرار الدولي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news