يتساءل كثيرون عن سبب عدم اتخاذ الرئيس عيدروس الزبيدي خطوة حاسمة بإعلان الدولة الجنوبية، في ظل ما يعيشه المواطنون من معاناة اقتصادية وغلاء معيشي خانق. والحقيقة أن هذا السؤال مشروع، لكن الإجابة تكمن في أن القضية الجنوبية ليست قضية قرار فردي أو تحرك لحظي، بل معركة وطنية تُدار بحسابات دقيقة على المستويين الإقليمي والدولي.
الجنوب اليوم ليس بمعزل عن التحالفات والضغوط الدولية، فكل خطوة تُحسب بدقة، وأي تحرك غير مدروس قد يُفقد الجنوب مكتسباته السياسية والدبلوماسية التي تحققت على مدى سنوات من النضال. عيدروس الزبيدي يعمل وفق استراتيجية النفس الطويل، فهو يدرك أن إعلان الدولة بلا اعتراف دولي وغطاء سياسي لن يخدم القضية بل سيضعفها ويعزلها.
هناك تفاهمات ومفاوضات جارية في الكواليس، والمرحلة تتطلب بناء مؤسسات قوية، وكسب تأييد دولي، وتحقيق حضور فاعل في المحافل السياسية العالمية، لا مغامرات لحظية. فالرئيس الزبيدي لا يسعى إلى نصر شكلي، بل إلى استعادة الدولة الجنوبية بشكل شرعي ومستدام، يعترف به العالم ويضمن حياة كريمة لشعبه.
ومن هنا، يجب أن يُوجه اللوم إلى من صنعوا هذا الواقع المتدهور منذ سنوات، لا إلى من يحاول إنقاذ ما تبقى بخطوات محسوبة وعقلانية. فالمعركة اليوم ليست بالشعارات، بل بالرؤية، والتخطيط، والصبر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news