في حادثة مروعة هزّت محافظة حضرموت، أقدم مسلحون مجهولون على اغتيال الشيخ القبلي حسن محمد الحامد، أثناء تأديته شعائر الأذان في أحد مساجد مديرية رخية، في مشهد مأساوي يعكس حجم الانفلات الأمني الخطير الذي باتت تعانيه مناطق عديدة من المحافظة.
وبحسب مصادر محلية وشهود عيان، فإن الهجوم وقع في وقت أذان صلاة المغرب، حينما كان الشيخ الحامد يؤذن في المسجد، قبل أن يتسلل مسلح مجهول ويطلق عليه النار مباشرة من مسافة قريبة. وأوضحت المصادر أن الرصاصة أصابت الشيخ في مؤخرة الرأس، ما أدى إلى مقتله على الفور داخل محراب المسجد، وسط ذهول المصلين الذين هرعوا إليه عقب سماع دوي الطلقات.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور مروعة تظهر محراب المسجد الذي وقعت فيه الجريمة، وعلى جدرانه آثار دماء الضحية ورصاص الغدر. كما تناقل ناشطون نبأ الحادثة على نطاق واسع، مشيرين إلى أن الجريمة تأتي في سياق موجة من أعمال العنف والصراعات القبلية التي باتت تهدد النسيج الاجتماعي في مديريات وادي حضرموت.
وتُعد مديرية رخية من أكثر المديريات التي تشهد توترات قبلية وثارات دموية مزمنة، حيث فقدت العديد من الأسر أبناءها في نزاعات مسلحة خلال السنوات الماضية. وعلى الرغم من جهود الوساطة التي نجحت مؤخرًا في تهدئة الأوضاع بين بعض القبائل المتنازعة، إلا أن هذه الحادثة تهدد بإعادة إشعال فتيل الثأر والعنف من جديد.
وقد أدانت شخصيات اجتماعية وقبلية الحادثة بأشد العبارات، معتبرة أن استهداف شيخ يُعد من رموز السلم الأهلي هو جريمة نكراء لا تمس شخصًا بعينه فحسب، بل تستهدف أمن واستقرار حضرموت ككل. كما طالبت الجهات الأمنية بسرعة فتح تحقيق شفاف وشامل، والقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة، داعين إلى ضرورة تحرك الدولة والسلطات المحلية لوضع حد لتكرار مثل هذه الجرائم.
من جانبه، التزم أهالي المديرية بالهدوء حتى اللحظة، في ظل دعوات من وجهاء القبائل إلى عدم الانجرار وراء ردود فعل فورية قد تعمق الأزمة. في المقابل، سادت حالة من الترقب والحذر بين سكان المنطقة، خوفًا من اندلاع موجة عنف جديدة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الجريمة تسلط الضوء مجددًا على الفجوة الأمنية الكبيرة التي تعاني منها مناطق وادي حضرموت، في ظل غياب واضح لأجهزة الدولة، وضعف تواجد قوات الأمن والجيش، ما يفسح المجال لتصاعد ظاهرة الاغتيالات والصراعات القبلية المسلحة.
شارك هذا الموضوع:
فيس بوك
X
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news