الجنوب بين الأمس واليوم.. 21 مايو يفتح بوابة الدولة القادمة

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 46 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الجنوب بين الأمس واليوم.. 21 مايو يفتح بوابة الدولة القادمة

يعود تاريخ 21 مايو كل عام ليفتح أمام الجنوبيين بابًا من التأمل والتقييم لمسار طويل من النضال والتضحيات. ففي مثل هذا اليوم من العام 1994، أُعلن فك الارتباط عن الجمهورية اليمنية، في لحظة مفصلية شكّلت نقطة تحول في وعي وهوية الشعب الجنوبي.

لكن الذكرى هذا العام لا تأتي كتقليد سياسي أو مجرد محطة رمزية، بل كاستحقاق وطني يتقاطع مع واقع جديد، فيه الجنوب أقرب ما يكون إلى تحقيق حلم الدولة المستقلة، ليس كشعار، بل كمشروع قابل للتنفيذ ومبني على أرضية مؤسسية صلبة.

من الهامش إلى مركز القرار

خلال العقود الثلاثة الماضية، انتقل الجنوب من موقع المظلومية والتهميش، إلى موقع الفعل والتأثير. ولم يعد الحديث عن استعادة الدولة مجرد أُمنية، بل صار مسارًا يواكبه بناء حقيقي لمؤسسات سياسية وعسكرية وأمنية تعمل على إدارة واقع متغير ومعقّد.

أبرز ملامح هذا التحول، تجسده تجربة المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي استطاع بلورة رؤية سياسية ناضجة، ربطت بين تطلعات الشارع الجنوبي ومقتضيات العمل السياسي الداخلي والخارجي. وبمرور الوقت، أثبت المجلس قدرته على توحيد الخطاب السياسي، وتعزيز حضوره الإقليمي والدولي، ككيان يحمل مشروعية نابعة من الشعب لا من حسابات التحالفات المتقلبة.

أمن متماسك وجيش وطني الولاء

على الصعيد الأمني والعسكري، لم يعد الجنوب رهينة للفراغ أو الفوضى. فقد تشكّلت منظومات أمنية وقوات مسلحة جنوبية لعبت دورًا محوريًا في تثبيت الأمن، ومحاربة الجماعات الإرهابية، والحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي، هذا الأداء الأمني، المستند إلى عقيدة وطنية خالصة، جعل المواطنين ينظرون إلى قواتهم بعين الثقة والاحترام، بعكس الصورة المهزوزة التي تطبع مناطق الشمال الخاضعة لسلطة المليشيات.

مشروع حياة لا جغرافيا فقط

ما يميز اللحظة الجنوبية الراهنة هو أن الاستقلال لم يعد يُختزل في البعد الجغرافي، بل أصبح مشروع حياة متكامل، ينشد الكرامة والسيادة والتنمية، وقد انعكس هذا في تنامي وعي شعبي يتجاوز العواطف إلى إدراك عميق بضرورة بناء نموذج مؤسسي حديث، يعالج مشاكل الماضي ويواكب تحديات المستقبل.

الجنوب اليوم، ليس مجرد مساحة جغرافية تبحث عن اعتراف، بل هو كيان سياسي منظم، يمتلك أدوات الفعل والتأثير، ويشارك في الحوارات الإقليمية والدولية بروح المسؤولية لا بردّات الفعل.

واقع جديد ودروس مستفادة

الفارق بين 1994 و2025، هو أن الجنوب اليوم لا يطالب بحقوقه من موقع الضعف، بل يفرض وجوده من موقع القوة. قوّة مستندة إلى تضحيات كبيرة، وتجارب مريرة، وصبر طويل، لكن أيضًا إلى نضج سياسي وأمني يندر أن يتكرر في تجارب ما بعد الحروب.

لم يعد الجنوب ينتظر من يمنحه أحد اعترافًا، بل يسير بخطى ثابتة نحو انتزاع هذا الاعتراف من خلال الإنجاز والبناء، لا التوسل أو الاستجداء.

في ذكرى 21 مايو لهذا العام، يتجلى الجنوب كواقع لا يمكن تجاهله، ومشروع لا يمكن إنكاره، ما كان حلمًا في 1994، أصبح مسارًا فعليًا في 2025، وبين الزمنين، قصة نضال لا تزال تُكتب، ولكن هذه المرة، بأدوات الدولة.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : الاعلان عن صيد حوثي ثمين في قبضة شرطة المهرة "كان قادمًا من عمان"

جهينة يمن | 826 قراءة 

ضـ.ـربة أمريكية مباشرة تستهدف مسؤول حـ.ـوثي كبير "صورة"

صوت العاصمة | 788 قراءة 

أمر رئاسي يصدر الآن.. تعيين جديد يلفت الأنظار

جهينة يمن | 643 قراءة 

أين طُبعت العملات الحوثية الجديدة وكيف دخلت البلاد؟

جهينة يمن | 591 قراءة 

أول تحرك للبنك الدولي عقباصدار العملة جديدة

نيوز لاين | 575 قراءة 

في خطاب تاريخي وجريء .. وزير الصحة في حكومة صنعاء يغادر صمته ويكشف المستور .. !!

الشاهد برس | 377 قراءة 

تصعيد حوثي ضد السعودية.. صنعاء تشكو الرياض دولياً

نافذة اليمن | 373 قراءة 

عيدروس الزبيدي يعقد اول اجتماع في عدن ويتحدث عن الاحتجاجات الشعبية ويكشف عن قرارات هامة قادمة

كريتر سكاي | 369 قراءة 

بينما وقف الجميع احتراما للنشيد الوطني .. شاهد رد فعل ”المداني” وحوثيون معه عند عزف النشيد

المشهد اليمني | 365 قراءة 

أقوى ضربة عسكرية وأمنية ضد الحوثيين في الساحل الغربي.. وطارق ينشر الفيديو

المشهد اليمني | 349 قراءة