قصاصات في مهبّ أيار…

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 64 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
قصاصات في مهبّ أيار…

لم يكن الفشل المتتالي للحكومات أشدّ إيلامًا من الصمت عنه، ومن تواطؤ الإعلام الشعبوي والانحيازات السياسية التي تجمّل قبح العابثين وتشوّه الحقائق.

يذهب رئيس حكومة، ويأتي آخر من ذات “الكولكشن” المحفوظ في مستودع “الشرعية”، ومع ذلك يظن الناس أن هناك تغييرًا، لكن الحقيقة أن الوجوه ثابتة، ولا تتبدّل سوى المرايا في مقصورة سفينة تائهة.

منذ عقد كامل، وعدن ما تزال عالقة في الظلمة؛ لا تُضاء ولا تستضيء، حتى إنها لم تعد تدري بمن تستنجد، بعد أن تراجعت “المناديل التي لوّحت” ذات يوم إيذانًا بلقاء قريب… لم يأتِ.

فما هي الشرعية إذن؟ ولماذا هي باقية؟ ومن أجل ماذا؟

في الحرب، لا تملك مثقال ذرة من القرار، وفي السلام لا حول لها ولا قوة، لأن “هندسته” تتم خارج الحدود. و بالمجمل، فإنها لا تستطيع تغيير شيء في المعادلة، خاصةً وأن كل مفاتيح “الكونترول” معلّقة على حائط خارج الفضاءات المحلية.

هذه الكيانية الباهتة استنفدت رصيدها الشعبي منذ سنين، ولا ترى فيها الدول الراعية أكثر من أداة تُستخدم عند الحاجة. أما قناعات الداخل والخارج فقد باتت راسخة: إنها ليست مؤهّلة لشيء، سوى كونها “الراية الزائفة” التي يرفعها التحالف العربي و يقايض بها وقت المساومة، أو يوظفها لإتمام صفقة تخدم أهدافه أولًا.

وكلما تصاعدت كرات اللهب جرّاء القصف على صنعاء، تعلو معها نبرات خطاب الشرعية حول “عام الحسم”!

والعالم يقرأ مأساة القابعين في قصور الرياض من خلال خطابهم عن النصر المنتظر، تصنعه طائرات أمريكية أو إسرائيلية… وتلك تراجيديا هي من أشدّ اللحظات حلكة في تاريخ الشعوب المنكوبة.

النصر المحتمل في خيالات الفارّين من ديارهم لا يصنعه سوى الوهم وخداع الذات. وها هو ترامب، “زعيم التحولات المنتظرة”، يختنق مداه في أسابيع قليلة، وقد يقرّر “خروجًا استراتيجيًا من مستنقع اليمن”، كما فعلت المملكة. وإن فعل ذلك نهائيًا، فسوف يطلق في الوقت ذاته رصاصة الرحمة على ما تبقّى من وهم الشرعية.

الشمال في قبضة “أنصار الله”، ومن أراد أن يغيّر هذه المعادلة عليه أن يمتلك قراره وموارده، وتلك مسألة مستحيلة في المشهد الحالي. خاصةً وأن أي حرب لم يعد هدفها انتزاع صنعاء، وكذلك أي تسوية، إن استمر “أنصار الله” بهذا الزخم، لن تتم إلا لـ”تسييدهم” على “فتوّات” الشرعية اللاهثين خلف الأموال والمناصب.

لم تكن الشرعية “حاملة قضية”، وإنما “حاملة شعار”. ومشروع تحرير صنعاء لم يتحقق، لأنه منذ البداية لا يمتلك مقومات أو آليات النجاح؛ وكأنه وُضع لإبقاء عدن رهينة في قبضة نخب وأحزاب فرّت من صنعاء وتخلّت عنها، بينما تحولت عدن إلى مأوى بائس يتكدّس فيه الملايين تحت وطأة العتمة والمعاناة.

أما الطرف الجنوبي على هامش الشراكة، فقد بات هدفًا سهلًا لحملات تضليل واسعة تسعى لتحميله (وحده دون غيره) وزر الإخفاق والانهيار. والأعجب من كل ذلك هو استمرار التعاطي مع هذه المعادلة المختلّة كقدر لا مفر منه.

أيار، مذ سقط على رؤوس الحالمين، لا يقدّم كعادته خلاصة النص، بل يورّث مسوّدات باهتة، تنتظر دومًا إعادة الصياغة والتصحيح، أو تُرمى في نفايات الزمن.

فيه تُنبَش نصوص لم تكتمل، ويمرّ الماضي مجددًا، يفتح جراحات قديمة، ويستحضر خيبات عقود من الانكسار.

وبدلاً من أن تستيقظ المساحات الصامتة في الأذهان، يتم التلهّي بأخبار الإعلام الرديء والمستثمرين سياسيًا في أوجاع الناس ومتاعبهم.

الخلاصة:

إذا لم تذهب لتحقيق حلمك، فأنت، دون إرادة أو دراية، تعمل لتحقيق أحلام الآخرين. وكل “أزمة جيدة” تهدرها دون استفادة، فأنت في الحقيقة لا تملك حساً سياسياً ولا إحساساً بالمتغيرات.

هذه ليست حكمة منسوبة لأحد قادة الحرب العالمية الثانية فقط، وإنما خلاصة تجربة الساسة الكبار في الزمن الصعب، حتى وإن لعنهم خصومهم.

أحمد عبد اللاه

أيار/2025


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل:اطلاق صاروخ حو ثي صوب هذه الدولة والجيش يكشف مصيره

جهينة يمن | 737 قراءة 

"الانتقالي" يباشر الانفصال بقرار يسري اليوم!

اليمن السعيد | 635 قراءة 

معقل زعيم الجماعة بصعدة...قرار حوثي مفاجئ بشأن مران

جهينة يمن | 523 قراءة 

عاجل.. انفجارات عنيفة اثر غارات اسرائيلية على صنعاء

بوابتي | 489 قراءة 

في تصريح مفاجئ...الانتقالي يحسم الجدل ويكشف السبب الحقيقي وراء فتح طريق الضالع - صنعاء

جهينة يمن | 427 قراءة 

نجل صالح يتوعد الانتقالي عقب اتفاقه مع طارق

اليمن السعيد | 426 قراءة 

الجوبي يكشف أول أيام عيد الأضحى المبارك

جهينة يمن | 419 قراءة 

حميد الاحمر يكشف عن السبب الوحيد لعدم انهاء التمرد الحوثي وهذا ما قاله بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة اليمنية 22 مايو

المشهد الدولي | 376 قراءة 

غارات جوية تستهدف قاعدة الديلمي ومناطق شمال صنعاء وسط توتر متصاعد

شمسان بوست | 288 قراءة 

وفاة السياسي قحطان والكشف عن مكان تواجد جثمانه في صنعاء

نيوز لاين | 270 قراءة