الوحدة اليمنية.. بين حلم تحقيق دولة الحقوق والحريات وكابوس الانتهاكات الحوثية

     
اليمن الاتحادي             عدد المشاهدات : 389 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الوحدة اليمنية.. بين حلم تحقيق دولة الحقوق والحريات وكابوس الانتهاكات الحوثية

بشرى العامري:

لم يكن الثاني والعشرون من مايو عام 1990 مجرد يومٍ لإعلان إعادة وحدة اليمن وإنهاء التشطير، بل كان ميلاداً لوطنٍ جديد، فتح أبوابه لآفاق واسعة من الحرية الفكرية، والتعددية السياسية، وصون كرامة الإنسان وحقوقه، فارتبطت الوحدة اليمنية منذ لحظاتها الأولى بالديمقراطية، كخيارٍ أصيل ومسارٍ وطني، لا رجعة عنه.

وجاء النص الدستوري للجمهورية اليمنية ليؤكد هذا الالتزام، بوضوح على تبني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، في خطوة متقدمة وغير مسبوقة في معظم دساتير الدول، إذ حمّلت اليمن نفسها التزاماً قانونياً كاملاً تجاه تلك الوثيقة الدولية، وليس مجرد التزام أخلاقي أو معنوي فقط.

ومع إعلان الوحدة، دشّن اليمن عهداً جديداً من الحريات، فشهدت البلاد ازدهاراً في المشهد الإعلامي، وتصدّرت الصحف المستقلة الواجهة خلال السنوات الأربع الأولى، في زمنٍ أصبحت فيه البلاد في طليعة الدول العربية في مساحة الحريات الصحفية.

كما فتحت الأفق أمام الحراك الحقوقي، فأُنشِئت منظمات المجتمع المدني، ونمت حركة حقوق الإنسان جنباً إلى جنب مع مولد الجمهورية اليمنية، لتشكل تلك المنظمات شريكاً فاعلاً في مسيرة البناء الوطني والتنمية المستدامة.

ولم يقتصر تأثير المجتمع المدني على الداخل فحسب، بل امتد إشعاعه الحقوقي والديمقراطي ليشكل نموذجاً مشرقاً في الفضاء العربي، حيث أسهم في ترسيخ مبادئ الديمقراطية والعدالة والمساواة.

كانت الديمقراطية والتعددية ثمرة من ثمار الوحدة، وكانت هناك نتائج إيجابية ملموسة في كثير من المجالات.

ولكن بعد حرب صيف 1994، ظهرت بعض الاختلالات والتجاوزات التي حاول بعض مفتعليها الإضرار بالوحدة، كما حدثت أخطاء وتجاوزات رافقت أداء الدولة، غير أن مخرجات الحوار الوطني الشامل نصت على معالجة تلك الأخطاء وإنصاف الجنوب وقضيته العادلة، وإنصاف المتضررين، في ظل أقاليم يتوافق عليها جميع اليمنيون، غير أن انقلاب ميليشيا الحوثي جاء ليخلط الأوراق.

وارتبط انبثاق المشهد الحقوقي الحديث في البلاد بولادة الدولة الجديدة، وشكّل ركيزة أساسية في رسوخ التحول الديمقراطي على مدى أكثر من ثلاثة عقود. ولولا نضال منظمات حقوق الإنسان، ومؤسسات الحريات، لما ترسخ هذا الوعي المجتمعي العميق بقيم الديمقراطية، وقبول الآخر، والتصدي لخطابات الكراهية والتشظي التي تحاول ميليشيا الحوثي أن تفرضها على واقعٍ يمنيٍ عرف طعم الحرية، وتربّى على معنى التعدد والاختلاف الحضاري والفكري.

ومهما حدث من انكسارات ستظل الوحدة اليمنية إنجازاً خالداً، لا يمكن إنكاره، فقد نقلت اليمن من حالة الانقسام إلى فضاء التوحد، ومن ضيق الاستبداد إلى رحاب وطنٍ متنوع، يزهو بثقافته، ويفتخر بقدرات أبنائه، ويؤمن إيماناً راسخاً بالعدالة والمساواة وحقوق الإنسان.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مليشيا الحوثي تنقل الأسلحة الثقيلة من معسكر استراتيجي في حضرموت إلى هذه المحافظة

المشهد اليمني | 782 قراءة 

استنفار في الرياض بعد فشل الوفد السعودي الإماراتي في عدن

شبكة اليمن الاخبارية | 750 قراءة 

ترتيبات غير معلنة لصياغة رئاسة جديدة لليمن

عدن تايم | 623 قراءة 

حسم سعودي لوضع الإصلاح في اليمن مع محاولته العودة لأحضانها

العاصفة نيوز | 580 قراءة 

الزبيدي يحدد شرطًا لمشاركة القوات الجنوبية في معركة صنعاء

المرصد برس | 541 قراءة 

استعدوا جيدًا .. الزبيدي يعد أبناء ‘‘ذمار’’ بمفاجأة وشيكة.. ويوجه تهمة خطيرة للشرعية!!

المشهد اليمني | 448 قراءة 

عاجل: اول تحرك أمريكي لدعم البنك المركزي بعدن

كريتر سكاي | 431 قراءة 

السعودية توقف سفيرها آل جابر عن مهامه على خلفية توترات المحافظات الشرقية

موقع الجنوب اليمني | 407 قراءة 

استنفار في الرياض بعد فشل الوفد السعودي الإماراتي

يمن فويس | 397 قراءة 

الكشف عن عدد الألوية العسكرية التي استخدمها الانتقالي لاجتياح وادي حضرموت والمهرة

بوابتي | 339 قراءة