بعد إعلانه التاريخي بحلّ نفسه والتخلّي عن الكفاح المسلّح، دعا حزب العمال الكردستاني الحكومة التركية إلى تخفيف ظروف احتجاز زعيمه عبد الله أوجلان، تمهيدًا لاعتماده كمفاوض رئيسي في أي مفاوضات سلام مرتقبة.
المتحدث باسم الجناح السياسي للحزب، زاغروس هيوا، صرّح لوكالة فرانس برس مساء الإثنين، أن حزبه ينتظر من أنقرة "تعديل شروط الحجز الانفرادي في سجن جزيرة إمرالي، وتوفير ظروف عمل حرة وآمنة للزعيم آبو حتى يتمكن من قيادة العملية"، في إشارة إلى أوجلان المعتقل منذ 1999.
الخطوة تأتي في سياق سلسلة قرارات وصفت بـ"التاريخية" بدأها الحزب بإعلان وقف إطلاق النار، ثم حلّ نفسه رسميًا في 12 مايو/أيار، منهياً أكثر من أربعة عقود من النزاع المسلح مع الدولة التركية، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص.
هيوا أكد أن هذه الخطوات جاءت استجابة لدعوة أوجلان الصادرة في 27 فبراير/شباط الماضي، والتي دعا فيها المقاتلين إلى نزع السلاح وحل الحزب، معتبراً أن "الزعيم آبو هو كبير مفاوضينا".
رغم ما وصفه بـ"الجدية" من جانب الحزب تجاه السلام، اتهم هيوا أنقرة بعدم التفاعل إيجابيًا، قائلاً: "حتى الآن، لم تقدم الدولة التركية أي ضمانات ولم تتخذ أي إجراء لتسهيل العملية"، مشيرًا إلى استمرار القصف التركي لمواقع الحزب.
كما رفض الحزب فكرة "نفي مقاتليه إلى الخارج"، مؤكداً أن "السلام الحقيقي يتطلب الاندماج، وليس النفي"، داعيًا إلى "تعديلات قانونية تسمح بدمج أعضاء الحزب في المجتمع الديمقراطي".
مراقبون يرون أن دعوة حزب العمال لفتح باب التفاوض عبر أوجلان تمثّل اختبارًا لمدى استعداد الدولة التركية لخوض مسار سياسي حقيقي بعد عقود من المقاربات الأمنية. في المقابل، لا تظهر أنقرة حتى اللحظة مؤشرات على نيتها مراجعة سياساتها تجاه أوجلان أو الحزب المنحل، وسط استمرار عملياتها العسكرية في شمال العراق وسوريا.
ويبقى السؤال: هل تمهّد هذه التطورات لتسوية تاريخية، أم تُضاف إلى قائمة المبادرات غير المكتملة التي لم تجد طريقًا نحو السلام الدائم؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news