أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” إسحاق الحميري:
مع استمرار عمليات جماعة الحوثي المصنفة إرهابية التي تستهدف الداخل الإسرائيلي، تصاعدت عمليات الجيش الإسرائيلي التي استهدفت في ثمانِ عمليات جوية منشآت حيوية يمنية يشرف عليها الحوثيون، بينها موانئ ومصانع، إضافة إلى مطار صنعاء الدولي.
والجمعة الماضية 16 مايو/أيار، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارات استهدفت ميناءي الحديدة والصليف، في حين هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، للمرة الأولى منذ بدء عمليات الحوثيين، باغتيال “عبد الملك الحوثي” زعيم الجماعة إذا استمر الحوثيون في إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وفيما يستمر الحوثيون في عملياتهم رغم تأثيرها المحدود جداً، يتساءل “يمن ديلي نيوز” عن مآل التهديد الإسرائيلي بقتل زعيم الحوثيين، وهل سيدفعهم استمرار الحوثيين نحو تنفيذ تهديدهم؟ وما مدى إمكانية تنفيذ التهديد؟ أم أن هذا التصعيد مجرد تصعيد إعلامي؟
محتمل جداً
تقول الباحثة في الشأن الإسرائيلي، إيمان بخيت أحمد، إن التهديد الإسرائيلي بقتل زعيم جماعة الحوثي ردّاً على الهجمات التي تستهدف الداخل الإسرائيلي ليس مجرد تهديد فقط.
وأضافت: محتمل جداً أن تكون الإدارة الإسرائيلية تبحث بالفعل عن كيفية القيام بعملية اغتيال عبد الملك الحوثي، حتى تظهر إسرائيل بمظهر الدولة القوية التي تستطيع التغلب على كافة أعدائها، خاصة أمام المجتمع الإسرائيلي الذي فقد الثقة الكاملة في حكومة نتنياهو.
وأردفت، ردّاً على تساؤلات “يمن ديلي نيوز” حول التهديد الإسرائيلي هل يبقى مجرد تهديد، بالقول: التهديد ليس لمجرد التهديد، بل ستحاول إسرائيل التنفيذ بالفعل، رغم صعوبة التنفيذ، وربما استحالة القيام بهذه العملية، في ظل الظروف الجغرافية لليمن التي ليس من السهل اختراقها، وليس من السهل أن يتم تحديد المكان الفعلي الذي يتواجد فيه عبد الملك الحوثي.
وقالت: لم يأتِ التهديد الإسرائيلي باغتيال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي إلا بعد الهجمات المتصاعدة من اليمن على أهداف حيوية داخل إسرائيل، مثل محيط مطار بن غوريون وغيرها من المناطق الحيوية الأخرى.
وتابعت: هذا الأمر جعل إسرائيل في وضع حرج سواء على الساحة الداخلية أو أمام المجتمع الدولي لفشلها في صد مثل تلك الهجمات. فكيف لدولة مثل إسرائيل، ومع وجود الدفاعات الجوية الأقوى عالمياً، تأتي جماعة مثل جماعة الحوثي وتهدد الأمن الداخلي لها، بجانب ظهورها في مظهر الدولة الضعيفة التي لا تستطيع مجرد صد بعض المسيّرات القادمة من اليمن؟
وقالت: مع الظروف الجغرافية لدولة اليمن وصعوبة القيام بأي هجوم بري، قامت إسرائيل بالتصعيد في هجومها الجوي، وضرب الموانئ الحيوية والمطارات اليمنية، منها مطار صنعاء الدولي الذي دمرته إسرائيل بالكامل في هجومها الأخير، وكعادة إسرائيل العمل على تدمير البنية التحتية لأي دولة تقوم بمهاجمتها.
وذكرت أن لجوء إسرائيل للتهديد بقتل عبد الملك الحوثي جاء بعد أن فشلت إسرائيل في ردع جماعة الحوثي من استهداف الداخل الإسرائيلي، في إشارة إلى أنها قد قامت من قبل باغتيال العديد من قادة حماس وحزب الله، ولن يكون من الصعب عليها القيام بنفس الأمر فيما يخص رئيس جماعة الحوثيين.
تحوّل
من ناحيته، قال الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، إبراهيم جلال، إن التهديدات الإسرائيلية الأخيرة باغتيال زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، تظهر تحولاً في تصنيف الجماعة كتهديد مباشر للأمن الإسرائيلي، رغم البعد الجغرافي ومحدودية أثر الهجمات الحوثية.
وأضاف لـ”يمن ديلي نيوز”: هذا التصعيد يعكس نية حكومة نتنياهو في توسيع نطاق عملياتها لتشمل إعلامياً قيادات تنظيم الحوثيين، في لحظة ضغط متزايد على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ولكن جلال أشار إلى أن تنفيذ هذه التهديدات يواجه تحديات كبيرة، منها البيئة الأمنية المعقدة، وشحّة المعلومات الاستخبارية، على خلاف جبهات أخرى كلبنان وسوريا وفلسطين، والبعد الجغرافي، ما يضع إسرائيل أمام معضلات أمنية ومعلوماتية ولوجستية ونفسية، زمنياً ومكانياً، خصوصاً إذا كانت منفردة.
وتابع: التهديد يمكن اعتباره كورقة ضغط أكثر من كونه خياراً عملياتياً جاهزاً للتنفيذ، وجزءاً من استراتيجية ردع تهدف إلى الضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم عبر رفع كلفة الاستمرار، وهي حسبة قابلة للتغيير إذا ما تصاعدت التهديدات وكلفتها الفعلية، مما يجعل الحوثيين أولوية في الهاجس الأمني الإسرائيلي.
ستفعل
أما الباحث في مركز صنعاء للدراسات، مصطفى الجبزي، فقال ردّاً على تساؤلات “يمن ديلي نيوز”: ستفعل إسرائيل ما تتوعد به لأنها مطلقة اليد، وتمارس إسرائيل دعاية كبيرة لتعزز فيها موقعها كقوة أكبر في المنطقة من الناحية العسكرية.
وأضاف: لا أحد يعلم أين عبد الملك الآن، لكنها قد تصل إليه، ولكن ليس الآن، بل سوف تأخذ وقتها كما أخذت وقتها لاختراق حزب الله.
وخلال العام الماضي 2024، اغتالت إسرائيل في عمليات قصف جوي جميع قيادات الصف الأول لحزب الله، وهم: حسن نصر الله، فؤاد شكر، إبراهيم عقيل، أحمد وهبي، وقيادات أخرى.
كما اغتالت إسرائيل عدداً من قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس، أبرزهم إسماعيل هنية، الذي اغتيل في طهران، وصالح العاروري، في الضاحية الجنوبية ببيروت.
مرتبط
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news