"اليمن لم تكن بغداد".. هكذا اختصرت مجلة عسكرية روسية المشهد بعد كشفها تفاصيل خطة أمريكية ضخمة لإسقاط صنعاء في غضون 30 يوماً، انتهت بإخفاق كبير وهزيمة غير معلنة للجيش الأقوى في العالم.
كشفت مجلة فوينيه أوبزرينيه الروسية، المتخصصة في الشؤون العسكرية، أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كانت على وشك تنفيذ أكبر حملة عسكرية ضد قوات "أنصار الله" في اليمن، بهدف القضاء على قدراتهم الصاروخية والبنية التحتية الدفاعية خلال شهر واحد فقط.
لكن الخطة انتهت بكارثة ميدانية، جعلت ترامب يتراجع بشكل مفاجئ، ليس نتيجة اتفاق تهدئة كما تردد، بل بسبب خسائر صادمة أربكت حسابات البنتاغون.
وبحسب المجلة، فقد واجهت القوات الأميركية مفاجآت قاتلة في السماء اليمنية. الدفاعات الجوية لقوات صنعاء نجحت في إسقاط ما لا يقل عن 22 طائرة مسيرة من طراز MQ-9 Reaper، المعروفة بدقتها وقدرتها على جمع المعلومات الاستخباراتية، بالإضافة إلى مقاتلات F-18، بل وحتى طائرة شبح من طراز F-35 التي تُعد من أعقد وأغلى التقنيات في الترسانة العسكرية الأميركية.
ووصفت المجلة ما جرى بأنه "كمين عسكري محكم"، كشف نقاط الضعف في أدوات التجسس والاستطلاع الأميركية، وسحق وهم التفوق التقني الذي كانت تراهن عليه واشنطن. وقد عُلِم أن هذه الخسائر تسببت في صدمة غير متوقعة داخل دوائر القيادة في وزارة الدفاع الأميركية، وسط تساؤلات مريرة عن فاعلية الاستراتيجية العسكرية ضد اليمن.
وتأكيدًا لما نشرته المجلة الروسية، كانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت أن ترامب أعطى الضوء الأخضر في مارس الماضي لتحريك حاملتي طائرات وسرب من قاذفات B-2، في محاولة لضرب القدرات الصاروخية للحوثيين خلال 30 يومًا. غير أن العمليات العسكرية واجهت مقاومة "شرسة وغير متوقعة"، دفعت ترامب إلى الانسحاب تحت غطاء وساطة عمانية.
وفقًا لمصادر مطلعة تحدثت للصحيفة الأميركية، فإن ترامب كان يعتقد أن اليمن سيكون "ساحة سهلة" شبيهة ببغداد بعد اغتيال قاسم سليماني، إلا أن الصدمة كانت كبيرة حين اكتشف أن الدفاعات اليمنية تمكّنت من تحييد طائرات الاستطلاع الأميركية التي كانت تشكل العمود الفقري في تحديد الأهداف.
وأضاف التقرير أن قدرات الرصد اليمنية استطاعت رصد ومهاجمة طائرات "شبحية" مثل F-35، وهو ما فتح الباب لانتقادات واسعة داخل المؤسسة العسكرية الأميركية حول جدوى المليارات التي صُرفت على هذا النوع من التكنولوجيا.
من إسقاط صنعاء إلى تهديد تل أبيب؟:
وفي ختام تقريرها، حذّرت المجلة الروسية من أن إخفاق الحملة الأميركية أعطى "أنصار الله" دفعة استراتيجية كبيرة، إذ باتوا في وضع يمكّنهم من تحويل بوصلتهم نحو أهداف جديدة في المنطقة.
وذكرت المجلة صراحة: "بعد انسحاب ترامب عبر الوساطة العمانية، أصبح الطريق ممهداً لتحويل الأنظار نحو إسرائيل."
المصدر
مساحة نت ـ رزق أحمد
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news