يمن ديلي نيوز:
يسلط المتحدث باسم القوات المشتركة اليمنية، العميد وضاح الدبيش، في هذا الحديث الخاص، الضوء على العوامل التي أدّت إلى ارتفاع عمليات الضبط البحرية للأسلحة المهرّبة للحوثيين هذا العام، ودلالات ذلك بعد سنوات من اقتصارها بشكل محدود على القوات الأمريكية والدولية في البحر العربي وخليج عدن.
كما يتحدث لـ”يمن ديلي نيوز” عن مخاطر تلك الشحنات وطرق تهريبها، ولماذا لجأت إيران إلى تكثيفها، وعدد من المواضيع الأخرى المتعلقة بارتفاع عمليات الضبط، والتي بلغت ثماني عمليات منذ مطلع العام الجاري، لأول مرة منذ اجتياح جماعة الحوثي المصنفة إرهابية للعاصمة صنعاء في 2014.
عاملان أساسيان
يرجع المتحدث باسم القوات المشتركة، في حديثه، ارتفاع وتيرة ضبط شحنات الأسلحة المهرّبة للحوثيين إلى عاملين وصفهما بالأساسيين، يمكن اختصارهما في تصاعد التهريب الإيراني والكفاءة التي باتت تتمتع بها القوات البحرية اليمنية.
وقال: “بلا شك، يظهر ارتفاع عمليات الضبط تنامي الدعم العسكري واللوجستي والعملياتي الكبير الذي تقدّمه طهران للحوثيين، رغم العقوبات والرقابة التي تفرضها قوات التحالف الدولي، وقوات التحالف العربي، والقوات الحكومية”.
لكن، في المقابل، يتحدث الدبيش عن دمجٍ للكفاءات والخبرات العملياتية المتزايدة لدى القوات البحرية، إضافة إلى دعم كبير “يقدّمه عضو مجلس القيادة الرئاسي، قائد المقاومة الوطنية، العميد طارق صالح، ودول التحالف، أسهم في تطوير القدرات الأمنية والعسكرية للحفاظ على الأمن والممرات البحرية التي تهمّ العالم أجمع”.
وقال: “العميد طارق صالح يشرف بشكل مباشر ويولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير وتحسين أداء القوات الأمنية، خصوصًا القوات البحرية المتمثلة بخفر السواحل وقوات المشاة الأول والثاني، ويسخّر كافة الإمكانيات الفنية واللوجستية والمهنية والنظرية والعملية للارتقاء بالأداء”.
وذكر أن القوات التي تمكنت من “ضبط الشحنات البحرية خضعت لبرامج تدريبية مكثفة، وحصلت على دعم فني متقدّم، مما مكنها من امتلاك القدرات والمهارات اللازمة لمكافحة مختلف أشكال التهريب، سواء عبر البحر أو البر”.
خطيرة للغاية
وصف العميد الدبيش في حديثه لـ”يمن ديلي نيوز” الشحنات التي تم ضبطها بأنها “نوعية وخطيرة للغاية”، كاشفًا النقاب عن طرق تلك الشحنات ومصادرها وكيفية ضبطها.
وقال: “شحنات الأسلحة التي تم ضبطها مؤخرًا تشكّل تهديدًا خطيرًا، وكانت كفيلة بتدمير اليمن بأكمله”.
وأشار إلى أن “شحنات الأسلحة التي تم ضبطها كانت قادمة من عدة خطوط، عبر بعض الدول المطلة على البحر الأحمر، والبحر العربي، وخليج عدن، والقرن الإفريقي، ومن سلطنة عُمان، ومن موانئ بندر عباس وغيرها”.
وأضاف: “عمليات التهريب تأتي عبر نقاط وتنسيقات وإحداثيات ومراحل متعددة في الممرات البحرية، ينفذها مهرّبون يتمتعون بخبرات كبيرة، قادرون على إيصال هذه الشحنات”.
واعتبر الدبيش أن “عمليات الضبط الأخيرة تُعد دليلاً على يقظة العمليات المشتركة ونجاح الحملة الأمنية المشتركة وقيادة جهاز الاستخبارات والأمن في القوة الوطنية”.
تصعيد الحوثيين
قال المتحدث باسم القوات المشتركة إن عمليات الضبط تُظهر التصعيد المستمر من قبل الحوثيين، الذين لجؤوا حاليًا إلى تهريب الأسلحة كمحاولة لتعزيز قدراتهم في ظل الحصار المفروض عليهم.
وشدد على أنه “رغم المساحة الشاسعة للبحر الممتدة من البحر الأحمر حتى البحر العربي وخليج عدن وبحر عُمان، إلا أننا قادرون – بإذن الله – على الضبط، ولدينا التقنيات، والوسائل، والكفاءات القادرة على إنجاز هذه المهام”.
وأردف: “هذه الشحنات من الأسلحة تُظهر زيف شعارات إيران بدعمها للتفاهمات والسلام في اليمن، وتؤكد أن إيران تواصل دعمها للحوثيين بكافة الوسائل، ولن تتوقف عن تهريب الأسلحة، رغم ما تُظهره من التزامات في الاتفاقيات والهدن”.
وقال: “إيران تتخذ من شعارات السلام والتفاهمات السياسية غطاءً لتكتيكاتها العسكرية؛ فهي تمد يدها للسلام فوق الطاولة، بينما تحت الطاولة تمرّر أدوات القتل والدمار لميليشيات الحوثي”.
تحديات ما زالت قائمة
قال المتحدث باسم القوات المشتركة لـ”يمن ديلي نيوز” إن القوات الأمنية تتحلى بجاهزية متقدمة، وقادرة على مواجهة التصعيد الحوثي والإيراني، رغم التحديات الجغرافية واتساع المساحات البحرية الممتدة من بحر عُمان إلى البحر العربي وخليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر.
لكنه أشار في ختام حديثه إلى أن التحديات ما زالت قائمة، وتستدعي زيادة في مستوى الاهتمام العربي والدولي، خصوصًا في الدعم اللوجستي والفني، لضمان استقرار التفوق الميداني، والحفاظ على أمن الملاحة في أحد أهم الممرات البحرية في العالم.
ثماني شحنات
منذ مطلع العام الجاري، أحبطت قوات وتشكيلات عسكرية يمنية تهريب ثماني شحنات من الأسلحة المهرّبة كانت متوجهة إلى جماعة الحوثي المصنفة إرهابية، عبر السواحل اليمنية في البحر الأحمر وباب المندب.
أحدث تلك العمليات كانت في 12 مايو/أيار الجاري، على يد قوات خفر السواحل اليمنية التي أعلنت ضبط قارب تهريب أسلحة تابع لجماعة الحوثي في بحر العرب، قادمًا من إيران، ويحمل مواد شديدة الانفجار، بالإضافة إلى مكونات أسلحة أخرى.
وفي 10 مايو/أيار الجاري، أعلنت قوات المقاومة الوطنية في محافظة تعز اعتراض شحنة كبيرة من المعدات الحربية كانت في طريقها إلى ميناء رأس عيسى، الواقع تحت سيطرة الحوثيين في الحديدة.
تتكون الشحنة من ثلاثة ملايين صاعق، وأسلاك بطول إجمالي قدره 3600 كيلومتر، إلى جانب 64 جهاز اتصال فضائي، كانت في طريقها إلى الجماعة المسلحة.
هذه الشحنة، التي ضبطتها القوات المشتركة، هي الثانية لها منذ بداية العام الجاري، حيث أعلنت في 13 فبراير/شباط، ضبط شحنة أسلحة وصفتها بالنوعية، اشتملت على صواريخ مجنحة ومحركات نفاثة تُستخدم في الطائرات المسيّرة الانتحارية، وكانت في طريقها إلى الحوثيين قادمة من إيران.
كما رصد “يمن ديلي نيوز” تنفيذ قوات الحملة الأمنية المشتركة، المكوّنة من ألوية العمالقة وقوات الحزام الأمني، عمليتي إحباط تهريب أسلحة خلال مايو الجاري، إضافة إلى ثلاث عمليات أخرى منذ بداية العام.
ففي 4 مايو/أيار، اعترضت القوات المشتركة قاربًا يحمل ذخائر وصواريخ من نوع “لو” على بعد 12 ميلاً من ساحل رأس العارة، بعد يوم واحد من ضبط قارب مماثل على متنه صواريخ “لو” وذخائر “بي إم بي” وقنابل هجومية في الموقع ذاته.
كما أعلنت في 28 إبريل/نيسان ضبط شحنة ذخائر كانت في طريقها إلى الحوثيين عند إحدى النقاط الأمنية في مديرية المضاربة ورأس العارة، وفقًا لإعلام المجلس الانتقالي الجنوبي.
أما في يناير/كانون الثاني الماضي، فقد أُعلن عن إحباط عمليتي تهريب، إحداهما في 11 يناير تم خلالها ضبط قارب يحمل كميات كبيرة من الصواعق والمتفجرات قرب مضيق باب المندب، بينما شهد 10 يناير إحباط محاولة تهريب شحنة أسلحة تضم ذخائر وقذائف متنوعة على متن زورق في سواحل رأس العارة.
مرتبط
الوسوم
القوات المشتركة
اليمن
البحر الأحمر
تهريب الأسلحة إلى الحوثيين
شحنات أسلحة
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news