لأنها قيادة بلا مشروع.. غياب اليمن عن المشهد السياسي الدولي
قبل 2 دقيقة
بينما كانت أنظار العالم تتجه إلى اللقاء التاريخي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس القيادة السورية أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض – لقاء لم يبعد سوى ربع ساعة بالسيارة عن مقر إقامة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني – ظل هؤلاء منشغلين بمضغ القات، يتابعون الحدث بدهشة، وكأنهم مجرد متفرجين على مسرح السياسة الإقليمية والدولية، لا فاعلين فيه
.
لم يُذكر اليمن في اللقاء، ولا حتى في هوامش الفعالية، في مشهد يعكس حجم التهميش الذي تعانيه القيادة اليمنية وعجزها عن الحضور كطرف مؤثر في المعادلة الإقليمية والدولية.
تغييب ترامب لليمن خلال جولته الخليجية لم يكن مصادفة، بل نتيجة حتمية لقيادة عاجزة عن تقديم رؤية وطنية موحدة أو مشروع سياسي حقيقي.
لقد استهلك أعضاء مجلس القيادة وقتهم في الصراعات الداخلية وتقاسم المصالح، بينما كانت البلاد تنحدر أكثر نحو التراجع والانهيار، رغم ما تحظى به من دعم إقليمي ودولي كان من الممكن استثماره لبناء مشروع وطني جامع.
الدول تُصنع بمشاريعها، بالمواقف الموحدة، وبالقدرة على فرض الوجود، لا بالركون إلى انتظار مبادرات الآخرين أو الاتكاء على تحالفات متضاربة.
اليمن أضاع فرصة ثمينة لترتيب أوراقه وإعادة تموضعه، بسبب غياب القيادة القادرة على صياغة مشروع يستحق أن يُحالَف ويُدعَم.
لقد تحولنا إلى دولة تكتفي بالشكوى والمقارنات غير العادلة مع تجارب دول أخرى، متناسين أن تلك الدول حققت حضورها بفضل مشاريع واضحة وأدوات فاعلة. أما نحن، فما زلنا نبحث عن مكارم لا تبني وطناً، ولا تصنع كياناً سيادياً يحترمه الآخرون.
ما نحتاج إليه اليوم ليس مجرد دعوات للمساعدة، بل إرادة وطنية حقيقية تقود إلى بناء سلطة قادرة على استعادة هيبة الدولة، وإحياء مؤسساتها، وفرض مشروع وطني يتجاوز الحسابات الضيقة. عندها فقط سيتغير موقف الخارج تجاهنا، وسنبدأ في استعادة مكانتنا بين الأمم.
قوة الدول لا تُقاس بتحالفاتها فقط، بل بقدرتها على إدارة شؤونها الداخلية، وفرض قراراتها، وبناء قوتها الذاتية. الدولة تُصنع حين يعرف أبناؤها طريقهم نحو المستقبل، بإرادة لا تتوسل، وبمشروع لا يقبل الوصاية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news