صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء – حفظكم الله ورعاكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في البداية نرفع إلى مقامكم الكريم أسمى آيات التهاني والتبريكات للثقة الدولية المتزايدة بكم، والتي تجلت مؤخراً في خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء زيارته للمملكة العربية السعودية، حيث منحكم الثقة الكاملة في تولي ملفات النزاعات في منطقة الشرق الأوسط، ومنها الملف اليمني.
وقد تكرر في كلمته الإشادة بجهودكم عدة مرات، وهذا ما يدل على عمق العلاقة التي تربطكم بقيادات العالم وثقة المجتمع الدولي بدوركم الريادي في إحلال السلام والاستقرار.
كما لا يخفى علينا أن مواقفكم الشجاعة والداعمة للعدالة في ملفات المنطقة قد أسهمت، فيما يبدو، في موقفكم الشجاع في اتخاذ قرار رفع الحصار عن سوريا، وهو ما نعده خطوة نبيلة في الاتجاه الصحيح، جزاكم الله خير الجزاء.
صاحب السمو الملكي:
نناشدكم بحق الجوار، وبحق الإسلام، وبحق الركن اليماني من الكعبة المشرفة أن تقفوا مع شعب اليمن، شمالاً وجنوباً، لإنهاء النزاعات والصراعات التي أرهقت هذا الشعب العظيم، الذي عانى خلال السنوات الماضية من تدمير شامل لبنيته التحتية، وانهيار اقتصادي واسع، واعتداءات على الملكيات العامة والخاصة، حتى أصبح في وضع لا يطاق.
إننا نعلم حجم المهام الجسيمة الملقاة على عاتقكم، ونعلم يقيناً أنكم أهل لها، واليمن، شماله وجنوبه، بات اليوم غارقاً في الأزمات، لكنه يثق في قيادتكم الحكيمة ويأمل منكم مدّ يد العون الصادقة، فما أصابه من انقسام وخراب هو ميراث ثقيل لا يستطيع حمله إلا من كان حازماً عادلاً وقادراً، وأنتم أهل لذلك بإذن الله.
لقد بلغنا مرحلة بات فيها أبناء اليمن يرفعون إليكم نداءاتهم، ولسان حالهم يقول: "جاء وقت الحل والدعم، ولا مجال للتأجيل أو الإهمال". فكونوا لهم، لا عليهم، ساعدوهم في الدعم الاقتصادي وفي استعادة أمنهم وكرامتهم وحياتهم الطبيعية، وحل الازمات، ونحن على يقين بقدرتكم، فإن التاريخ سيسجل اسمكم بحروف من نور، وستكسبون محبة ووفاء شعب اليمن ولا ينسى مواقفك المشرفة معه في محنته.
صاحب السمو الملكي:
نأمل أن تعتمدوا في مسعاكم على العناصر الصالحة، التي تعين على الحق وتناهض الفساد، والتي ترى في العمل من أجل اليمن شرفاً ومسؤولية لا مصلحة، لكونكم تعلمون إن أمن اليمن من أمن الخليج.
نرجو أن تبقوا قريبين من نبض الشعب اليمني، دون أن تحكموا عليه من خلال أعداء الداخل والخارج، فشعب اليمن بجنوبه وشماله يثق بكم، ويرجو منكم دعم جهود إنهاء النزاعات، وتهيئة الأجواء للاستقرار بين الجنوب والشمال، وصولاً إلى حوار وطني يفضي إلى تقرير المصير في الجنوب، عبر استفتاء شعبي نزيه، وعلى ضوء ذلك أما بأستمرار الوحدة اليمنية على ضوابط صحيحة، أو يُعيد الأمور إلى نصابها، ويؤسس لعلاقة أخوية بين دولتين متحابّتين.
وفي الختام، نسأل الله تعالى أن يوفقكم في مهامكم الجليلة، ويجعل على أيديكم الخير لشعوب المنطقة كافة، وأن يسدد خطاكم لما فيه مصلحة الأمة العربية والإسلامية.
وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام.
اخوكم د. علي محمد قاسم القحطاني
أكاديمي في جامعة عدن
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news